تقديم
الحمد لله الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى، جعل الإنسان خليفة له في الأرض وحمله أمانة البحث عن حقيقة هويته وغاية وجوده، والصلاة والسلام على النبي الخاتم محمد بن عبد الله الهادي بإذن الله إلى صراطه المستقيم وعلى آله وصحابته أجمعين.
وبعد: فيسعدني كثيرا أن أقدم لقرائنا الأعزاء الإصدار الثاني من منشورات مركز الأمانة للأبحاث والدراسات العلمية وهو البحث القيم، الذي أنجزه أخونا الباحث الجاد والمُجيد الدكتور مصطفى فاتيحي، حول هوية الإنسان من خلال فكر علي عزت بيجوفيتش”.
وإننا في مركز الأمانة، نعتبر حقيقة الإنسان ومقصد الخالق من وجوده من صميم انشغالاتنا الفكرية، التي تلزمنا بتوجيه ودعم كل الأبحاث والدراسات التي تلقي أضواء كاشفة في ذات الاتجاه.
ولا يخفى أن البحث في موضوع الهوية الإنسانية، على قدر كبير من التعقيد والعمق، ويكتسي أهمية كبرى في مجال بناء رؤية العالم، التي يعد الإنسان حجر الزاوية فيها، حيث إن صلاح الأرض ومنع فسادها، رهين بإدراك الإنسان لحقيقة هويته الأصلية، انطلاقا من إدراكه لحقيقة الأمانة الاستخلافية، والتي تعَد الذات الإنسانية مجالا أساسيا لممارستها، قبل وبعد أي ممارسات عمرانية على الأرض، {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا } [الشمس: 7 – 10].
فإذا جهل الإنسان حقيقة ذاته، فلا ينفعه كثيرا خارجها علمه بسواها، وهو ما يصدق على الحضارة المعاصرة، التي كلما اتسعت معارفها في دائرة الماديات، ابتعدت أكثر عن العلم بالنفس البشرية، وما يصلحها ويحقق اطمئنانها وسعادتها، إذ معرفتها حقا لا تتأتى إلا من باب معرفة الله تعالى، والإلمام بحكمته ومراده من خلقه، وكلما حاد الإنسان عن ذكر ربه واتباع شرعه، عمي عن حقيقة نفسه، وما فيه صلاحها وفلاحها دنيا وأخرى.
أما المتحدث عن فكره في هذا الكتاب، فهو الأستاذ الكبير علي عزت بيجوفيتش، والذي أحسن توظيف معرفته عن قرب بالحضارة الغربية وفلسفتها، في نقد نموذجها الفكري المادي الاختزالي للإنسان، واستطاع أن يستلهم أساسيات العقيدة الإسلامية، في رسم معالم نظرة تكاملية لهوية الإنسان، تراعي الروح والجسد ولا تهمش أيا منهما لحساب الآخر.
ولقد أكد بأن «قضية أصل الإنسان هي حجر الزاوية لكل أفكار العالم، فأي مناقشة تدور حول: كيف ينبغي أن يحيا الإنسان؟ تأخذنا إلى الوراء حيث مسألة أصل الإنسان»، كما نجده مستحضرا لمقومات التكليف الإنساني، من حرية ومسؤولية المرتبطين بالنفخة الروحية، التي عليها تأسس التميز البشري على جميع المخلوقات، ويرى أن عظمة الإنسان لا تكمن في أعماله الخيرة، وإنما في قدرته على الاختيار، وكل من يقلل أو يحد من هذه القدرة يحط من قدر الإنسان.
ومعلوم أن الواجب بكل مستوياته فعلا وتركا، إنما يستمد قيمته من كون النفس تأتيه عن اختيار ومسؤولية، إذ المسؤولية نفسها تنتفي بانتفاء الحرية. ونجد الحرية بنوعيها المقيد والمطلق، مطلبا إنسانيا متجددا في الزمان والمكان، ودارت حوله معظم الفلسفات والتنظيرات والتصورات المختلفة.
ولقد اقتضت حكمة العلي القدير، أن يجعل تكريمه لآدم وبنيه منوطا بابتلائه بالخير والشر، والحق والباطل، والهداية والضلال، وبابتلائه بالعلم والجهل، فأوجب عليه السعي في طلب العلم، للاستنارة بنوره في فهم حقيقة نفسه وغاية وجوده، والتعرف إلى خالقه وإدراك مغزى الحياة، وفك ألغازها ومغالبة معضلاتها.
وما من شك أن أول الواجبات المتعينة في حق الإنسان، أن يتعلم حقيقة ماهيته، وينطلق منها لمقاربة كمالات خالقه العلي العظيم، وحقائق حكمته من خلق الإنسان على ما هو عليه من بديع الصنع وحسن التقويم.
ولما كانت معرفة الذات والخالق والحياة، لا تخرج عن دائرة الابتلاء، التي هي المقصد الإلهي الأسمى من خلق الكون والإنسان، {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ} [الملك: 2]، فإن العلم الصحيح بها المتاح من باب النظر والتفكر في آيات الله المتوافرة، المسطورة في كتابه المنزل، والمنشورة في سمائه وأرضه، سيظل صعب المنال عزيز الإدراك، يحتاج إلى جانب البحث الدؤوب والمدارسة المتواصلة استجلاب توفيق الله وهدايته، لتجاوز حالة التعقيد والالتباس الشديدين، للأدلة المتوافرة والنماذج المعرفية المتداخلة، واحتمالات اندراجها في سياقات متضادة، محيرة للعقل ومربكة للفكر، وتُسلم غالبا إلى اختيار توجهات ذاتية محضة، قد تقارب الحقيقة وقد تحيد عنها قليلا أو كثيرا. محدثة في تصور الإنسان وسلوكه من السواء والعوج ما هو مستمد من نظرته لهويته وموقعه بين خلق الله.
ومن ثم تبرز خطورة الهوية الإنسانية، في كونها قد تؤسس لتوجهات تطبع الحياة بطابعها الخاص، فتكون سعيدة كريمة أو تعيسة دنيئة، ومعلوم أن الله فطر الأنفس على الفضول المعرفي، والبحث عن مغزى الأشياء والظواهر الحياتية، وصولا إلى محاولة استكناه غاية الوجود البشري على الأرض، وهو ما يتأكد ويتكامل مع توفر المعرفة الدينية ويعوضها في حال غيابها.
ويبدو أن كبرى الاتجاهات الفكرية في مجال مقاربة الهوية الإنسانية، تدور كلها حول محور تصور مسؤولية الإنسان في الأرض نفيا وإثباتا، فكان الناس دوما في بيئاتهم الاجتماعية، يتخذون تصورا معينا لأنفسهم، قد يلامس الصواب وقد يمعن في الخطإ، وذلك بحسب المنطلقات الإيمانية اليقينية، أو العقلية الظنية المعتمدة في تشكيله، بحيث ينشأ عنها توجه مؤسس على اعتبار الإنسان جسدا ماديا، تحركه روح علوية هي نفخة من روح الله تعالى، وتوجه ينبني على تصوره مادة ليس إلا. بل نجد في التصور الإيماني نفسه شحا في المعلومات المتاحة حول حقيقة الروح وعلاقتها بالجسد، وما ذلك إلا لكون الروح من الغيب الخفي، الذي يعتقد الإنسان إن شاء أولويته ومركزيته في تكوين الذات، وإن شاء جحده وأنكره، وطبعا لا يتوقف عمله ومختلف تأثيراته في الجسد وعن طريقه على العلم به، والذي لا يكون إلا قليلا كما بين الله في قرآنه، لكن تصور الإنسان جسدا بلا روح، جهل فظيع بحقيقة الذات البشرية، وينطوي على اختلالات عدة في معرفة الإنسان نفسه، وما لها من شأن عظيم في الوجود.
ولهذا نجد على رأس أولويات الوحي تعريف الإنسان بحقيقته؛ من هو ومن أخرجه من العدم ولماذا خُلق وكيف يحيا؟ فالأديان السماوية كلها تنطلق من العمل على بناء التصور الاعتقادي، القائم على وحدانية الخالق، ورسالية الرسل، ومسؤولية الإنسان؛ كما يتجسد ذلك في شعار التوحيد لدى المسلمين: “لا إله إلا الله محمد رسول الله”، وكانت الهوية الإيمانية هي أول ما يسأل عنه الإنسان في قبره؛ حين يخاطبه الملكان من ربك وما دينك وما رسولك؟
ومن ذلك يتضح أن فكر الإنسان وعقيدته وتصوراته الوجودية وقيمه الأخلاقية، هي أساس هويته التي ترقى وتنحط تبعا لها، وكل المذاهب غير الإيمانية تبني تصورها على تحديد موقفها الخاص من وجود الخالق وعلاقته بالإنسان، ومن دور الدين في تفسير الحياة وتوجيهها.
وفي تقديري المتواضع، يمكن اعتبار الطبيعة الاستخلافية للإنسان أنسب ما يحدد الهوية البشرية، ذلك لأنها أول ما وصف الله به الإنسان، لما أخبر الملائكة بمشيئته خلق جنس البشر فقال: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً} [البقرة: 30]، فصفة الخليفة شاملة لجميع بني آدم، على اختلاف مشاربهم وتوجهاتهم، وهي بهذا المعنى مساوية لصفة الإنسانية تماما. ويأتي الاستخلاف الخاص من الله للفرد والجماعة والأمة، تكليفا بمهمة جليلة على أساس الإيمان بالله ومنهجه في الهداية والإصلاح.
فالاستخلاف العام هوية مشتركة بين الآدميين، حتى يُخصص باختيار ممارسته في دائرة تصور محدد ونهج معين؛ يتأرجح بين الإحسان والإساءة والرشد والغواية. ولقد أكدت آيات الله القرآنية كما آياته المنشورة من خلال واقع البشرية، بأن الغالب على ممارسة الاستخلاف في الأرض هو الفساد وليس الصلاح، وذلك ما يفهم من قول الملائكة لرب العزة، {قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ} [البقرة: 30]
فالهوية الاستخلافية الممنوحة من الله للإنسان، تعد الإطار العام لكل الهويات المتفرعة عنها، والمكتسبة بممارسة المسؤولية الاختيارية، التي يحسمها الفكر ويتصرف فيها تثبيتا وتغييرا وتقديما وتأخيرا، {إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ نَذِيرًا لِلْبَشَرِ لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ} [المدثر: 35-37]؛ {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلًا} [النساء: 137]، وهوية الإنسان المكتسبة، هي وجهته في الحياة الدنيا، والتي يختارها بفكره عن وعي ومسؤولية، ويشكلها وفق مراده،{وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [البقرة: 148].
إن الاستخلاف مشيئة إلهية نافذة، ومحددة لهوية الإنسان الأصلية وحقيقته الثابتة، التي لا تتوقف بالضرورة على مدى وعيه بها وإدراكه لمقتضياتها، إذ الواضح أن الاستخلاف حقيقة ذاتية، وممارسة سلوكية تلقائية انفعالية مع الخصائص النفسية، التي فطر عليها الكيان الإنساني من حيث هو إنسان، أكثر من كونه مقاربة تصورية تنظيرية إرادية، بمعنى أنه حقيقة ملازمة للإنسان أي إنسان، ولا تنفك عنه بحال علم ذلك أو جهله. وهذا ما يؤكده واقع المحاولات التصورية لتحديد معالم الهوية الإنسانية في القديم والحديث. فنجد الكلام عنها المتواصل على امتداد الزمان والمكان، كثير التشعب شديد الاختلاف، لكن واقع الممارسات السلوكية على الأرض، يظل متشابها ومتقاربا إلى حد كبير في كونه حرية ومسؤولية.
ومن ثم علينا أن نفرق بين الهوية الأصلية للإنسان، التي فطره الله عليها والتي لا تتغير أبدا، وهي الهوية الإنسانية الاستخلافية، وبين الهوية المكتسبة في البيئة المحيطة عن طريق الدين واللغة والثقافة وغيرها من المتغيرات التي يكابدها الفرد عن طريق التنشئة الاجتماعية ويمارسها على نحو معين أو يرفضها تماما ويعوضها بغيرها.
ولقد توالى حديث القرآن عن أصل الاستخلاف، و أهم مقوماته من حرية ومسؤولية وقدرة إنجازية فكرية وبدنية، سواء كان استخلافا عاما بين جميع البشر، أو استخلافا خاصا لقوم معين، ليضطلع بأمانة تنفيذ مراد الله في واقع الأرض، {قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ} [الأعراف: 129]، {وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الْأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِنْ سُهُولِهَا قُصُورًا وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ} [الأعراف: 74]
والله تعالى هو الذي يحدد لكل أمة ولكل جيل فيها، كيف يمارسون أمانة الاستخلاف، بناء على طبيعة اختياراتهم النظرية واستعداداتهم النفسية والسلوكية؛ إما على أساس وحيه وشرعه المنزل،{وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [النور: 55]. أو على أساس موقف معين من دين الله ونهجه، أو على أساس الفطرة والعقل دون استناد لشيء من الوحي.
ويمكننا ملاحظة أنه رغم تردد الكلام عن الاستخلاف وحقائقه في المتن القرآني والحديثي، إلا أن ذلك لم يبرز بوضوح على المستوى التنظيري والصياغة الإسلامية للهوية الإنسانية، ولعل خير مثال على ذلك ما كتبه بعض علمائنا ومفكرينا في القرون الأخيرة، حيث يكتفون بالإشارة إلى مبدإ استخلاف الإنسان في الأرض، دون ما يلزم أن يرتب عليه من التفصيل والبيان، ونرى علي عزت بيغوفيتش نفسه، لم يستعمل كثيرا مصطلح الاستخلاف وهو يبحث الهوية الإنسانية.
لكن يمكن القول بتوافر العناصر الأساسية للاستخلاف، من حرية وأمانة في مجمل التصورات، التي تمت بلورتها في ضوء الموجهات والبيانات الإسلامية. كما يمكن ملاحظة مدى حضور العلاقة بين الله والإنسان، في بناء العديد من التصورات البشرية، التي تشكلت في دائرة معرفة دينية سليمة أو محرفة، أو انطلاقا من الفطرة والعقل وحدهما، بحيث إن القاسم المشترك بين تلك التصورات، هو كونها مقاربات نسبية تعكس حرية اختيار الوجهة وتحمل مسؤولية السلوك على نهجها.
ولنا أن نتساءل ما الحكمة من خفاء حقيقة الهوية الإنسانية؟ مما يفسح المجال لكثير من الظنون والأوهام، ويجعل تأثيراتها مباشرة في واقع الرؤى السائدة حول حقيقة الإنسان والكون من حوله. قد تكون الحكمة هي وضع مسألة تصور الإنسان لنفسه وللوجود على رأس المهام الاستخلافية، الممارسة في إطار حريته ومسؤوليته، وكل ما يأتي بعدها من قضايا وإشكاليات وأهداف إنما هو تفاصيل إجرائية.
إن الإنسان اليوم نتيجة لتنامي جهله بحقيقته ومركزه الكوني المرموق، قد اندرج في منزلقات خطيرة، ستفضي به لامحالة إلى الهاوية، إذا لم يتدارك نفسه وتتداركه رحمة الله تعالى، عندما يفقد تماما مغزى هويته الاستخلافية الأصلية، التي تجعله واعيا بكرامته حريصا على تعزيزها وعدم التفريط فيها، ولا يكون ذلك ممكنا إلا بالممارسة الإيجابية والرشيدة لحريته ومسؤوليته.
والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل
زر الذهاب إلى الأعلى