عنوان لأطروحة دكتوراه في الشريعة، نوقِشَت صبيحة يوم الأربعاء 26 ذي الحجة 1445هـ الموافق 03 يوليوز 2024م، بجامعة ابن زهرـ كلية الشريعة آيت ملول، ضمن وحدة المذهب المالكي والتشريع المعاصر، تقدّم بها الباحث عبد الله كركيش، تحت إشراف الأستاذ الدكتور سعيد بوعصاب أستاذ التعليم العالي بجامعة ابن زهر، الكلية متعددة التخصصات بالسمارة.
وتكوّنت لجنة المناقشة من السادة الأساتذة الأفاضل:
ـ الدكتور العربي البوهالي، أستاذ التعليم العالي، كلية الشريعة ايت ملول، رئيسا.
ـ الدكتور سعيد بوعصاب، أستاذ التعليم العالي، الكلية المتعددة التخصصات بالسمارة، مشرفا
ـ الدكتور محمد أبو يحيى، أستاذ التعليم العالي، كلية الشريعة ايت ملول، عضوا
ـ الدكتور حسن تقي الدين، أستاذ التعليم العالي، الكلية متعددة التخصصات بالسمارة، عضوا.
ـ الدكتور عدنان أجانة، أستاذ التعليم العالي، كلية الآداب والعلوم الإنسانية بتطوان، عضوا.
وبعد العرض والمناقشة والمداولة مُنِح الطالب الباحث درجة الدكتوراه في الشريعة بميزة مشرف جدا مع تنويه اللجنة.
وفيما يأتي مُلَخَّص ما جاء في التقرير الذي قدمه الطالب بَيْن يَدَيْ اللجنة العلمية يتضمن، وصفاً عاماً، وبياناً لأهمية الدراسة، ومشكلتها، وأسباب اختيارها، وبعض النتائج المتوصل إليها.
نص التقرير:
الحمد لله الذي أنعم علينا بالقرآن العظيم ذي الخصائص العظيمة، والمقاصد الجليلة، والحكم الربانية، والمنهج القويم في التعامل مع المخالفين والناس أجمعين .
خصه الله سبحانه وتعالى من بين سائر الكتب السماوية، بمزايا عظيمة، ومقاصد جليلة، واصطفى له من عباده من يُظهرها ويبرزها للعالمين؛ ليسترشدوا بهديه، ومقاصده؛ فكان القرآن هو السبيل الأمثل، لمعرفة التي هي أقوم، من العقائد والعبادات والمعاملات والأخلاق والقيم. قال تعالى: {إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} [الإسراء آية:9].
والصلاة والسلام على خير من علم القرآن وعلمه، وخير من تلاه حق تلاوته تعبداً، ودعوة، وتعليماً، وخير من حقق مقاصده فهماً وتنزيلاً.
وعلى آله وصحبه خير من سلك سبيله، وسار على نهجه، الذين حمَلوا المشعل من بعده، فنالوا بذلك الفضل والسبق في فهم القرآن وأحكامه، وتحقيقِ مقاصده، وعلى من تبعهم من الأولين والآخرين إلى يوم لقائه.
أما بعد:
فقد يسر الله تعالى لي بفضله ومنه، ثم بفضل توجيهات الأستاذ المشرف، إنجاز هذه الأطروحة الموسومة ب[مقاصد القرآن في التعامل مع المخالف دراسة تأصيلية تحليلية].
ولما كانت الأسئلةُ الإشكالية التي صُغتها في المقدمة، تتمحور حول أهم القضايا العالمية، قضيةِ الآخر المخالف، وحكمِ التعامل معه، ولما كان القرآن الكريم المصدر الأول للمعرفة في الإسلام، كان لابد من التركيز على أحكامه ومقاصده في التعامل مع المخالف؛ لأن الحاجة ماسة إلى تلمّس طرق الهداية، وسلوكها بوعي وتبصر؛ ليُحفظ الإنسانُ من الزيغ والضلال، ويحقق مراد الله رب العالمين، ولما كانت الأحكام الفقهية أيضاً هي الأخرى لازمة في سياق البحث، تعين انتهاج المنهجِ الاستقرائي والاستنباطي، والتحليلي، ذلك أن المنهج الاستقرائيّ يرتقي بالعمل البحثي من الخاص باتجاه العام، وجمع النصوص في المسألة الواحدة، وتحليلها ومناقشتها، ثم المنهجِ الاستنباطي الذي يُنتقل به من العام الى الخاص ومن الكل الى الجزء، بحيث ينطلق الباحث من القاعدة الكلية، أو من النصوص العامة، ليستنبط منها الأحكام الجزئية لمسائل تفصيلية.
ولتحقيق ذلك كله، وبعد المشاورة مع الدكتور المشرف، تمت الموافقة على أن تكون بنيةُ الأطروحة متكاملة، ومكونة من ثلاثة أبواب، وكل باب من ثلاثة فصول، وكل فصل من ثلاثة مباحث، وكل مبحث من ثلاثة مطالب.
تركزت الأطروحة المعنونة أعلاه على ثلاثة محاور أساسية، المحورِ المفاهيمي، والمحورِ التأصيلي، والمحورِ التطبيقي، وقد أسميت هذه المحاور بالأبواب.
فتناولت في الباب الأول عدة مفاهيم أذكر منها على سبيل المثال:
مفهوم المقاصد لغة واصطلاحاً، ومفهوم مقاصد القرآن الكريم، والعلاقة بين مقاصد الشريعة، ومقاصد القرآن الكريم، ثم مفهوم التعامل لغة واصطلاحاً، ومفهوم المخالف، ثم مفهوم التعامل مع المخالف كمفهوم مركب، ثم مفهوم الاختلاف والخلاف والفرق بينهما.
وفي هذا السياق قمت بدراسة شبه مصطلحية لظاهرة الاختلاف، حيث ركزت الدراسة على مفهوم الاختلاف في اللغة، ومدى وجوده في القرآن الكريم من حيث الكم والمعنى، ثم علاقة مصطلح “الاختلاف” بما يقابله من الألفاظ، من جهة الاتفاق والاختلاف، ومن جهة الضمائم، مع التأصيل والتمثيل، كما تناولت الأطروحة أيضاً، بالتفصيل والتأصيل والتمثيل، مفهوم المخالفين من حيث وجودهم، ومن حيث رتبهم، وذلك بحسب طبيعة الاختلاف معهم، فتناولت المخالف الديني، والمخالف الفكري والسلوكي، والمخالف السياسي والاجتماعي.
أما الباب الثاني فقد أصلت الأطروحة لكل المصطلحات الواردة فيه، ولكل حكم، ولكل مقصد بقدر الإمكان من الأدلة الممكنة، مع اجتهاد في شرحها وتحليلها وربطها بسياقها، وبيان وجه الاستشهاد بها، كما أصلت الدراسة كذلك للتعامل مع المخالفين بصفة عامة، من القرآن والسنة، وأعمال السلف الصالح، مع استئناسها بشهادات غير المسلمين على حسن تعامل المسلمين من الجيل الأول من الخلفاء الراشدين وغيرهم مع المخالفين غير المسلمين.
أما الباب الثالث، فقد خصصت الحديث فيه للمحور التطبيقي، بحيث اعتمدت على نماذج تطبيقية في كل مجال من المجالات التي تم التطرق إليها في الباب، وتم التركيز على المخالف غير المسلم، مع بيان المراد بمصطلح” غير المسلم”، ثم تصنيف غير المسلمين على النحو التالي: أهلِ كتاب، الصابئة، والمجوس، والمشركين، والمنافقين، وما كان من هذه الأصناف من المعاهَدين، وأهل الذمة، مع التعريف بكل صنف، ثم بينت الأحكام المتعلقة بكل صنف في مختلف الأحوال، مع التركيز على حالات معينة، كحالتي القوة والضُّعف، وحالتي السلم والحرب، ثم أبرزت مقاصد القرآن من الأحكام المتعلقة بالتعامل مع المخالفين غير المسلمين مع الاستشهاد عليها بما أمكن من الأدلة.
أما من حيث التوازن الكمي بين الفصول والمباحث والمطالب، فقد كان الأمر من الصعوبة بمكان؛ لأن طبيعة الموضوعات التي تناولتْها مختلف العناوين، اقتضت أن يتفاوت حجم المباحث والمطالب، غير أني وجدت غايتي في حديث حبيبي وسيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم القائل:((سددوا وقاربوا))([1])، وبناء عليه فقد حاولت المقاربة بين ذلك قدر المستطاع، أما بخصوص بنية الأطروحة، فكان فيها ذلك السداد المنشود.
إن ارتباط موضوعِ الأطروحة بالقرآن ومقاصدِه، يجعله موضوعاً ذا أهمية، وفيه قدر من الدقة والخطورة؛ لأنه يعالج نصوصاً، وأحكاماً، يفترض أن تكون غير مرهونةٍ بالزمان والمكان، بل ممتدةً فيهما عبر التاريخ، والأزمان، وتتجدد بتجدد أحوال الناس في كل آن، وهو ما يحقق في الواقع خصائص هذا الدين، مثل العالمية، التي تسع الزمان والمكان والإنسان، فتسع الزمان في امتداده، والمكان على سعته، والإنسان على اختلافه، وهو ما يحقق في الواقع أيضاً معالجتَه لكل ما يستجد في واقع الناس من الأحداث والقضايا، ونوائب الزمان، وتصحيحَه للتصور نحو الآخر بصفة عامة، والآخر المخالف بصفة خاصة، ذلك ما زاد البحثَ دقة وخطورة، وما زاده أهمية وصعوبة.
وهو موضوع تتعدد مجالاته، منها ما هو فكري (عقدي)، وديني، ومنها ما هو فقهي، ومنها ما هو سياسي واجتماعي، وذلك من حيث جريان الأحكام فيه على سبيل التأصيل والتحليل، وتتجلى أهميته أيضاً، في كونه يدعو إلى تجديد الفهم للخطاب القرآني، وتبصر معانيه ودلالاته، وإدراك مقاصده، وأثرها في معالجة مختلف وضعيات التعامل تجاه المخالفين، كما يدعو إلى تجديد الوعي الديني، والسلوكي، فهماً وتنزيلاً، ولما فيه من رفعٍ للهمة، وفتح المجال للعقل، للمزيد من التدبر والتأمل في القرآن الحكيم، وربط الناس به.
ومعلوم أن موضوع التعامل مع المخالفين بصفة عامة، ومع المخالفين غير المسلمين بصفة خاصة، موضوع متجدد؛ لأن أسبابه متجددة ومتنوعة، وفيه من الفجوات البحثية الكثير، مما عد ذلك من دواعي البحث فيه.
وهناك أسباب أخرى موضوعية وذاتية، وكذا ما يتعلق بالمنهجية التي سارت أطوار البحث على وفقها، وكذلك ما يتعلق بمنهجية البحث، والأهداف التي رسمت قصد تحقيقها، فقد بسطت ذلك كلَّه في مقدمة البحث.
وبعد عرض ذلك كله خلصت الأطروحة إلى عدة نتائج واستنتاجات أذكر منها ما يلي:
إن الدراسات القرآنيةَ بمختلف أصنافها، وخاصة ما يتعلق بمقاصد القرآن، قادرة، أن تساير واقع الناس وتجيب على كثير من أسئلتهم، وتعالجَ مختلف الوضعيات التعاملية، تجاه المخالفين بمختلف أصنافهم ورتبهم، وخلصت أيضاً إلى أن موضوع البحث، موضوع آني ومتجدد يحتاج إلى تبصر هدايات الخطاب القرآني حوله، فهماً وتنزيلاً.
هذا فما كان فيه من توفيق فمن الله سبحانه وتعالى، وما كان فيه من خلل ونقص فمني ومن الشيطان والحق منه براء.
كلمة المشرف الدكتور سعيد بوعصاب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
السادة الأفاضل:
إن سبب اجتماعنا في هذه الكلية العامرة، وفي هذا الصرح العلمي الفريد إنما هو من أجل التقويم والنظر في الرسالة العلمية التي تقدم بها الطالب الباحث عبد الله كركش، تحت إشراف عبد ربه، في موضوع” مقاصد القرآن في التعامل مع المخالف دراسة تأصيلية تحليلية” وكما جرى العرف الأكاديمي، فإني سأدلي بين يديكم بكلمة موجزة في حق هذا “البحث العلمي” وصاحبه.
إن هذه “الدراسة” تتناول موضوع “التعامل مع المخالف” من خلال “وجهة قرآنية مقاصدية”، ولا غرو أنها بهذا التركيب والتحليل، تلبي حاجات بحثية، وتسهم في تحقيق مطالب فقهية وفكرية واجتماعية آنية ومآلية، يمكننا أن نشير إلى أبرز معالمها بصورة “موجزة”، فمنها:
[1] ـــ استمداد النظرِ والتأطيرِ والتحليلِ من خلال “مرجعية قرآنية” خالصة، وهو ولا شك ضرورة حتمية يفرضها الواقع المعيش، وبخاصة أمام عجز مختلِف “المرجعيات البشرية” التي بدا إفلاسها للعيان، فمعلوم أن القرآن الكريم هو المصدرُ الأول للمعرفة الإسلامية عموما، ومن ثم فإنه مؤهل من خلال هداياته لاقتراح نموذج أسمى في معالجة كل الإشكالات المتعلقة “بالعلاقات الإنسانية عامة”، سواء في جانبها الديني، أو العقدي، أو الفكري، أو الاجتماعي، أو السياسي، وذلك باعتبار كونها جامعة لجملة من الإمكانات المنهجية والمعرفية التي تصون حرية المعتقد، والفكر والرأي، وتحفظ المشترك الديني، وتعترف بالآخر، وتمد له يد التعارف والتعاون والتآخي، من أجل أن ينهض الجميع بأمانة “الاستخلاف في الأرض”، وليكون التنوع والاختلاف باعثا لروح التنافس في مجالات الإبداع والرقي الحضاري، بدلا من أن تسود روح الاقتتال والصدام، والإقصاء والإفناء، وأحسِب أن “الباحث” قد استثمر عددا وافرا من النصوص القرآنية الكريمة في معالجة هذا “الموضوع”، بحيث تشكل لبنة مهمة في بناء “فقه الخلاف والاختلاف”، وهو الموضوع الذي نال من الباحثين في العصر الحاضر مجهودات متباينة ومتفاوتة.
[2] ــ “الجمع بين المقاربة القرآنية والفقهية والمقاصدية “، ولا غرو أن مثل هذه الدراسات المقارِنة، تسهم في بناء “نظرية تكامل العلوم”، وبخاصة منها “شبكة العلوم الشرعية”، التي اتسعت فروعها، وتعددت مناهجها، ومعلوم أن “مقاصد القرآن” بشمولها وخصائصها قادرة على استيعاب جميع “الفروع” مهما تعددت أو تنوعت، وذلك لاتصافها بالخلود، والكمال والتمام، والشمول، وفي موضوع “التعامل مع المخالف”، يعد الانطلاق من هذه المرتكزات الثلاث أحسن وسيلة للإحاطة بأحكام هذا الموضوع العميق والدقيق، كونه يجمع بين مراعاة مصالح العلاقات الإنسانية في أبعادها المختلفة، ودرء المفاسد الناتجة عن الصدام والشقاق، الذي هو في كثير من الأحيان من ثمار “الاختلاف العقدي أو المذهبي”، أو القصور في درك مقصود الاختلاف كما أراده الله أن يكون، وهذه الدراسة التي بين يدينا ومن خلال إنعام النظر في مصادرها ومراجعها المؤطرة لها، وكذا من خلال متابعة فصولها وأقسامها، يمكن القول بأنها قد عملت على تحقيق هذه “الغاية”، وقاربت ـ بحسب اجتهاد واضعها ـ هذا المعنى على نحو يرقى بالدراسات الشرعية في صورتها المطلوبة.
[3] “تدبير الاختلاف” من الوجهة الشرعية”، مع حصر “نوع المخالف”، وقد استقرأت الدراسة أنواع المخالفين سواء تحت مظلة الدين الواحد وهو الإسلام، أو تحت مظلة الإنسانية عامة، ورسمت خطوط التعامل مع الجميع استمدادا من القرآن الكريم، ومن خلال تفعيل مقاصده الكلية، وبما يحفظ أسس الدين، ونظام الحياة البشرية، ويسهم في تحقيق الأمن والسلم الداخلي والعالمي، فهي بذلك يمكن أن تكون يد عون لكل المؤسسات العاملة في حقل “الاجتهاد من أجل وضع خارطة للإنسانية المعاصرة” لتعيش في سلام، وأمن واطمئنان، وبخاصة وقد علت في السنوات الأخيرة أصوات الإقصاء والنزاع والحروب، وفي كثير منها كانت دوافعها قائمة على علة الاختلاف، وتسويغ المخالفين.
[ 4] ” تفعيل مقاصد القرآن في معالجة قضايا المجتمع “، وهو أمر في غاية الأهمية والمكانة، ولعل “مشكلة التصنيف العنصري” للناس بناء على اللون، أو العرق أو الدم، يعد من أعقد المشكلات التي واجهت الإنسانية قديما وحديثا، وإن مما لا خلاف فيه أن مقاصد القرآن الكريم بخصوصياتها المشار إليها سابقا، وعلى النحو الذي جاء بيانها وتسطيرها في هذه الدراسة، يمكنها ـــ حتما ـــ أن تسهم في وضع الحلول لمثل هذه “الآفات”، وذلك أن الاختلاف وفق المنهج القرآني وكما وردت الإشارة إليه في هذا البحث لا يمكن أن يكون سببا للتصادم، والاقتتال، أو البغي والعدوان، وإنما هو دافع للتعارف والتعاون والتكامل، كما قال الله تعالى: [يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير] [الحجرات]
أعتقد أن هذه الدراسة قد وضعتنا أمام “إضافات جيدة”، وفتحت أمامنا مجالات عدة للبحث والنظر، ولا شك أنها ما تزال بحاجة إلى مزيد من التصويب، والتقويم والتوجيه، وهو ما أدعوا الطالب الباحث للاستفادة منه، بعد أن هيأ الله تعالى له هذه اللجنة العلمية الموقرة، والمعروفة بتخصصها، وعلمها ورسوخها.
فهذا ما يتعلق بالبحث باختصار، وأما “الباحث” فهو الطالب عبد الله كركيش التطواني، وقد عرفته عن قرب، ولمست فيه جميل الأدب، وكريم الأخلاق، وسني الأدب، والرغبة في التحصيل، والتواضع في التلقي، والصبر في التحمل، وقد كان مثال المصابرة والمجالدة طيلة هذه السنوات التي أعد فيها هذا البحث، وكثيرا ما كنت أراجعه في قضايا عديدة فيصغي إليها بكل تقدير واحترام، فيعمل على تعديلها أو تصويبها، فأتمنى له كامل التوفيق والسداد.
التوصيات
إن مصطلح “علوم القرآن الكريم” يشمل علوماً كثيرة ومتنوعة، ومنها ما يصطلح عليه ب “الدراسات القرآنية”، وهو مصطلح جديد إلى حدّ مّا، وشامل وجامع، فلا يمكن الإحاطة بجوانبه، ببحوث فردية، ولا أن تحتويه أطروحات فردية تحت أي مسمى، بالرغم من أهمية إسهاماته في إبراز جانب من جوانبها، غير أنها تتطلب جهوداً جماعية، ومن هنا أدعو إلى تخصيص مجامع بحثية تعنى بالدراسات القرآنية، تحت إشراف مراكز ومختبرات بحثية، وذلك قصد تجميع الجهود، وتأطيرها.
وفي انتظار تطوير الفكرة من التنظير إلى التنزيل، فإني أهيب بالسادة الباحثين المهتمين، بتخصيص بحوثهم حول الدراسات القرآنية تخص جانباً من جوانبها، كما أهيب بالأساتذة والدكاترة الجامعيين، بحث طلابهم على اقتحام هذا المجال الذي أراه لا زال خصباً؛ لأن القرآن الكريم لا تنقضي عجائبه ولا يخلق من كثرة الرد.
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
([1]) صحيح سنن النسائي، كتاب الإيمان وشرائعه، باب: الدين يسر. (الرقم: 4661).

زر الذهاب إلى الأعلى
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحت، وبفضله تتحقق المنجزات، والصلاة والسلام على سيد الكائنات، وعلى آله وصحبه
وبعد: فأتقدم بخاصي شكري وتقديري واحترامي لمردز الأمانة في شخص رئيسها وكل الطام الإداري، والعاملين والمنتمين، على مجهوداتكم الجبارة في خدة البحث العلمي، والارتقاء به إلى مستوى تطلعات الأمة المغربية، والرقي بها نحو الأممية.
كما أتقدم بخاص شكري وتقديري والاحترامي على قبول المركز نشر تقريري عن أطروحتي المناقشة في تاريخ 3/7/2024.
فلكم مني دزيل الشكر والامتنان.