مسؤولية التربية الأسرية في الحفاظ على الهوية الاستخلافية الإسلامية.
ذ. عبد السلام محمد الأحمر
تمهيد
أولا: المقصود بالاستخلاف الإسلامي 1) الاستخلاف الإنساني إن الله تبارك وتعالى لما اقتضت مشيئته الحكيمة خلق آدم، بين الغاية من خلقه، وما الذي يميزه عن باقي الخلائق، {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ} [البقرة: 30]. فاتجهت إرادته سبحانه، أن يخلق كائنا جديدا عن الكون يحمله أمانة الاستخلاف في الأرض، وإذا تأملنا حقيقة هذا الخليفة، وما الذي يميزه عن غيره؟ فسنجد خاصيتين اثنتين هما الحرية والمسؤولية، وإن كان يشترك معه فيهما الجن أيضا. ولكن الله تبارك وتعالى سمى آدم خليفة، وجعله وذريته مستخلفين في الأرض، وأهم مقومات هذا الاستخلاف هو المسؤولية التكليفية. والكثير من علمائنا اتجهوا إلى جعل المقصود بالاستخلاف، هو أن جيلا يخلف جيلا فوق الأرض، ولكن في ماذا يخلفه؟ إنما يخلفه تأكيدا في تحمل أمانة تقرير مصيره في الدنيا وفي الآخرة، عبر إعمار الأرض والعمل فوق ظهرها إلى قيام الساعة. ونحن في الأمة الإسلامية نشترك مع غيرنا من الأمم في أصل الاستخلاف؛ لأن الله تعالى استخلف البشر جميعا مؤمنيهم وكافريهم، مسلميهم وغير مسلميهم، فنحن جميعا مستخلفون في الأرض. لأننا كلنا خلقنا أحرارا ومسؤولين، ولاتتميز الأمم فيما بينها إلا في طريقة ممارستها لهذا الاستخلاف. والاستخلاف في القرآن، عادة ما يأتي تكليفا اختباريا لقوم هل يصلحون أم يفسدون، {وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ وَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ مِنْ بَعْدِهِمْ لِنَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ } [يونس: 13، 14] وأحيانا يكون تكليفا لقوم أو أمة بمهمة دينية أو حضارية خاصة بهم أو موجهة للناس الآخرين، كما أوضح موسى لبني إسرائيل: {قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ} [الأعراف: 129]، ولقد بين رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن الله استخلف المسلمين في الأرض، كما استخلف جميع بني آدم من قبلهم، لاختبار إراداتهم هل يحسنون أم يسيؤون، فقال: “إن الدنيا حلوة خضرة، وإن الله مستخلفكم فيها، فينظر كيف تعملون، فاتقوا الدنيا واتقوا النساء .. الحديث”[1]. واستخلفهم لغاية مخصوصة هي الاستئمان على تبليغ الوحي الخاتم، وإنقاذ من شاء من ضيق الدنيا إلى سعتها وسعة الآخرة. والخلافة بمعنى النيابة، “تتسع أيضا لخلافة بني الإنسان بعضهم عن بعض، فردا عن جماعة وجماعة عن فرد، وأفراد عن أمة، وجيلا عن جيل وخلفا عن سلف، فالحاكم يخلف الشعب في تدبير شؤونه العامة، وكل فرد يمارس الخلافة من خلال مهنته أو وظيفته المعلومة في المجتمع، لتأمين خدمة معينه لصالح غيره من الناس ونيابة عنهم، وذلك لاستحالة قيام الفرد بتوفير حاجاته كلها بنفسه، وإنما تتكامل جهود البشر على ظهر الأرض، بدءا من القرية وداخل المدينة وفي إطار الدولة، وانتهاء على مستوى العالم”[2]. 2) الاستخلاف الإسلامي الرسالي فالأمة الإسلامية سلكت ما يمكن تسميته بالاستخلاف الإسلامي الرسالي تمييزا له عن غيره من الاختيارات الاستخلافية؛ القائمة على العقل البشري، وعلى الخبرة الإنسانية، وهي ما كان مؤسسا على غير الرسالة السماوية. فلقد استخلف الله الأمة الإسلامية في الأرض، بما أورثها من الوحي الخاتم، وحملها مسؤولية تبليغه للعالمين، كما استخلف من كان قبلها على أساس ما أنزله من وحي في أقوام وأمم مختلفة. وإذا كان استخلاف أتباع الرسل السابقين عليهم السلام، ينحصر في تعليم ما عندهم من الوحي المتجدد مع توالي بعثة رسل آخرين، فإن استخلاف الأمة الإسلامية استخلاف إيماني رسالي، يرتبط بإبلاغ وحي الله الخالد لكل العالمين، والاضطلاع بالمسؤوليات الدعوية لتحقيقه في الواقع، بحسب الإمكان إلى قيام الساعة. فمن الواجب الكفائي على الأمة الإسلامية، لكي تحافظ على خيريتها بين الأمم؛ والمؤسسة على دعوة غيرها كدعوتها تماما لأبنائها، لما فيه الخير والصلاح والفلاح في الدنيا والآخرة، {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [آل عمران: 104]، ودعوتها لأبنائها هي ما تضطلع به الأسرة أساسا في تربيتهم على الإسلام اعتقادا وعبادة وأخلاقا؛ كما أمرنا ربنا: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ } [التحريم: 6]، وأمرنا رسوله صلى الله عليه وسلم: “مُرُوا أولادَكم بالصلاةِ و هم أبناءُ سبعِ سِنِينَ ، واضرِبوهم عليها وهم أبناءُ عشرِ سِنِينَ ، وفَرِّقُوا بينهم في المضاجعِ”[3] ففلاح أمة الإسلام، لا يدرك إن هي تراخت أو تقاعست في إبراز ما يزخر به دينها، من مقومات الهداية الإيمانية، الهادفة إلى إسعاد الخلق في الدنيا والآخرة. وأن عليها أن تنقل هذه الأمانة السامية إلى أجيالها، ليتواصل فضل الله على الأمة بتوالي عطائها وهدي قرآنها لكل العالمين. فالاستخلاف المتعين في حق أمة الختم، لا يقف عند هدف الاستمرار التناسلي كما يحصل في عالم الحيوان، وإنما يسمو فوقه عند الاقتران بتوريث الأجيال المتعاقبة رسالة الإسلام، ولا يكتمل في حقها أداء أمانة التبليغ عن الله حتى تنهض بدعوة غيرها من العالمين. والعالم لامحالة يخسر خسرانا مبينا بانحطاط المسلمين كما أكد الشيخ أبو الحسن الندوي في كتابه القيم، “ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين”، وتخليهم عن مسؤولية التعريف بعالمية الإسلام، ورحمته الشاملة للناس أجمعين. ويلزم أن تنهض بهذا العبء الرسالي المعاهد والجامعات، والمدارس العامة والدينية المتخصصة في الدعوة والإرشاد، وأن تحشد الإمكانيات المتاحة التي تؤهل التربية الأسرية، حتى تصبح قادرة على تنمية كفاءات النشء، ليكون صالحا ومصلحا، ويتوق إلى تحقيق السعادة الإنسانية الشاملة، ويمثل عن جدارة جيل الهداية والرحمة للعالمين. ثانيا: إسهام الأسرة في تثبيت الهوية الإسلامية 1) الاستخلاف أساس الهوية الإنسانية تتأسس الهوية على ما هو ثابت في كيان الإنسان، ولا يتأثر بمتغيرات الزمان والمكان، مثل كونه عاقلا حرا مريدا. أما المتغيرات مثل البنية الجسدية أو النفسية أو القانونية، فإنها تتغير عبر الزمان والمكان، وبالتالي فهي لا تصلح أساسا لتحديد هوية الشخص. وأرى أن الهوية الثابتة بين جميع بني آدم، التي لا تتغير في جوهرها، هي كونه مستخلفا في الأرض، وأنه حر مسؤول، سواء اختار نهج الإيمان بالله، أو نهج الكفر والجحود بوجوده ودينه، وعلى هذا الأساس فكل الآدميين يشتركون في هوية إنسانية استخلافية واحدة، وإن اختلفت بينهم سبل ممارستها وتحقيقها[4]. إن مسؤوليات الأسرة لدى أية أمة، لا تشذ غالبا عن ابتغاء الحفاظ على هويتها المحققة لاستخلافيتها في الأرض، من خلال تعهد رؤيتها الخاصة للوجود، ومسؤوليتها الكاملة عن اختيارها لنمط من الممارسة الحياتية. فأعظم هدف عند الأسرة هو أن تؤهل الأبناء للاستمرار في الالتزام بهويتها القومية، التي تعرف بها بين الأمم وعلى مدى الحقب الماضية، أي مواصلة الأجيال المتوالية للنهج الاستخلافي المختار بأمانة واقتدار، فنجدها تنشئ أبناءها على ما اقتنعت به وارتضته في واقع حياتها من الأفكار والمذاهب والتصورات خلفا عن سلف. فإعداد الأجيال في سياق الحفاظ على الهوية القومية، غالبا ما يكون حاسما في توجيه الأبناء لاقتفاء أثر الآباء والأجداد عن طريق التنشئة الأسرية، بحيث يكون في الغالب الأعم أبناء اليهود يهودا وأبناء النصارى نصارى وأبناء المسلمين مسلمين، وأبناء اللادينيين لادينيين وهلم جرا. وقد أكد رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الحقيقة بقوله: “كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه، أو ينصرانه، أو يمجسانه، كمثل البهيمة تنتج البهيمة هل ترى فيها جدعاء”[5]. فثمة ولادة هوياتية تصاحب عادة الولادة البيولوجية، حيث يتعين على الوالدين إيلاء بناء الهوية على أساس إيماني صحيح اهتماما يضاهي العناية بالبناء الجسمي. ففي البدء كان استخلاف الله لآدم وحواء، بعد خلقهمها على غير مثال سابق، لتتوالى سنة الاستخلاف وتتجدد تناسليا، مع كل ولادة للأبناء من آبائهم، في داخل الأسرة وفي دائرة أمة بعينها، حيث يشرع احتفال الأسرة المسلمة بمولودها، تأكيدا لهويته الاستخلافية الإيمانية، التي لا يعلو فوق قدرها شيء، فتجري التنشئة على نهج الحرية والمسؤولية، وتمكين النشء حال البلوغ أن يواصل الاستخلاف الديني بكل وعي واقتناع، وذلك باكتسابه للتصور الاعتقادي السائد في المجتمع، وما يرتبط به من قيم وأخلاق وعادات سليمة أو سقيمة، إلى جانب الخبرات والمهارات الحياتية العملية. فمن المهام التي فطر عليها الآباء تجاه الأبناء، وجاءت الشرائع السماوية بإيجابها والحض عليها وعلى رأسها الإسلام، تطلع الآباء إلى أن يكون الأبناء نسخا طبق الأصل عنهم تماما، خاصة على مستوى الاعتقاد والتصورات الحياتية والأخلاق والعادات. كما فطر الأبناء تجاه الأجداد على تكرار سيرهم وتقديس تراثهم، وما ينطوي عليه من معتقدات وأفكار، دون بذل الجهد اللازم لنقدها وتمحيصها، وقبول ما تبين صوابه واستبعاد ما ظهر خطؤه. ولقد كان تنزيه الأجداد عن فساد فكرهم ومواقفهم وتقاليدهم سلوكا غالبا لدى الأقوام السالفة، وظل معيقا كبيرا للأجيال عن تقبل حقائق الوحي المنسجمة مع الفطرة السليمة، التي تخاطبها وتؤكد تطلعاتها رسالات الأنبياء، {قَالُوا يَاصَالِحُ قَدْ كُنْتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَذَا أَتَنْهَانَا أَنْ نَعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ} [هود: 62]، {إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى} [النجم: 23]. لقد وجه دين الله الميل الإنساني العام لاتباع نهج الأجداد، بالاحتكام إلى مضمون الوحي ومعاييره وبيناته وهديه، وأسند إليه القول الفصل في موروث السابقين، وتحديد ما يقبل منه وما يرفض، وأكد مسؤولية الآباء عن تربية الأبناء على الاقتناع قبل الاتباع، وعلى النقد قبل التسليم، وعلى الفهم قبل التطبيق لتعاليم الدين وقيمه الثابتة جيلا بعد جيل، باعتبارها الضامن لاستمرار وجود الأمة الرائدة، وتأدية رسالتها الدينية والحضارية في الأرض. ولقد أولت العديد من آيات القرآن، تحقيق هذا المقصد حيزا كبيرا في تربية الصغار كما الكبار، فبينت أساسيته في الحفاظ على كيان الأمة الإسلامية ورساليتها. وأبرزت قيامه على ترسيخ قاعدة الأمانة الإيمانية في النفوس قبل المسؤوليات السلوكية والعمرانية المتفرعة عنها، {وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَابُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ} [لقمان: 12 – 14]، فكما أمرالله لقمان بالتزام شكر الله، فإنه هو الآخر أوصى ابنه كذلك بشكر الله، والذي يندرج فيه توحيد الله وشكر الوالدين، وكل الأخلاق الحميدة التي نصحه بالتحلي بها. {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ} [الطور: 21] ويؤكد هذا الاتجاه اعتناء الأنبياء بتوريث رسالة الوحي لأبنائهم وأبناء أقوامهم، {أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} [البقرة: 133]، فحب الأبناء المتغلغل في نفوس الوالدين، يجعلهم أشد ما يكونون حرصا على تربيتهم على دين الله الحق، الذي تنال به سعادة الدارين، فضلا عن كون تعليمهم شرع الله واجبا مفروضا، {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [البقرة: 127 – 129]، فمن أخلاق الإيمان ومسؤولياته الحرص على هداية الناس أجمعين وعلى رأسهم الأبناء والآباء وكل الأقارب. 2) التربية الأسرية وتثبيت الهوية الإسلامية تعتبر الأسرة المجال الأول والأكثر فعالية، في ترسيخ الهوية الرسالية الاستخلافية لأفراد الأمة، فما يساق للأطفال في الصغر من تصورات واعتقادات وعادات، تتملك نفوسهم بعمق، فيتعسر عليهم نبذها وتبين عوجها، والتحرر من إسارها وفك أغلالها، دون أن يستحيل عليهم ذلك تماما، إذ يناقض حقيقة الاستخلاف وجود شيء يستطيع شل حرية الإنسان وتعطيل إرادته. لذلك أعار الإسلام تكوين الأسرة عناية فائقة، فأوصى باعتبار الدين وحسن الخلق في الشاب والفتاة، قاعدة لبناء الأسرة الصالحة التي تمثل المحضن الملائم لتنشئة الأبناء الصالحين. وفي ذلك وردت أحاديث عدة منها: “إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه”[6] ويرى بعض العلماء أن من زوج كريمته فاسقا فقد قطع رحمها. ونطالع تأكيدات ذلك في نصوص القرآن على الخصوص؛ {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [آل عمران: 33، 34] فهذه الذريات توطدت صلاتها وتواصلت مع توالي الأزمان، على توحيد الله وعبادته والاستقامة على شرعه. {وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِنْ بَعْدِكُمْ مَا يَشَاءُ كَمَا أَنْشَأَكُمْ مِنْ ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ} [الأنعام: 133] فالتغيير الاستخلافي بكل أنماطه يبدأ من الأسرة وينتهي فيها. ومن ثم فإن الذرية القائدة الهادية لطريق الصلاح والفلاح، مما يسأله أهل الإيمان لرب العالمين، لتستمر الهوية الإيمانية في عقبهم آمادا طوالا، {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا} [الفرقان: 74]. فالهوية الإسلامية تنتظم جميع الديانات السماوية وتقارب بينها، مما يشعر المسلم بأصالتها الضاربة في أعماق التاريخ، ويعزز انتماءه إلى الاستخلاف الإيماني الخالد. وفي أحضان الأسرة تنقل إليهم التصورات البانية لقيم الهوية، ولتوجهاتها الكبرى منذ الولادة، حيث نجد من وسائل التنشئة النفسية ما ذهب إليه جمهور أهل العلم في مذاهب الحنفية والشافعية والحنابلة، أن يؤذن في أذن المولود اليُمنى وأن تقام الصلاة في أذنه اليسرى، أي أن يكون أول ما يصل إلى قلبه من الخارج، كلمات الشهادة والتوحيد باعتبارهما أساس العقيدة، وإقامة الصلاة باعتبارها عمود الدين، والتي من أقامها أقام الدين كله ومن ضيعها ضيع الدين كله، ومعلوم أن دراسات نفسية أكدت تأثر الجنين بما يسمعه في محيط الأسرة. ولا يخفى ما للاسم العربي ودلالته الإسلامية، من دور هام في بناء هوية الطفل، وترسيخ أساسها الإيماني وقيمها السامية، فالرسول صلى الله عليه وسلم دأب على تغيير أسماء صحابته ذات الإيحاءات السلبية والمجافية للتصور الإيماني، مثل الاسم الذي ينسب العبدية لغير الله تعالى، كعبد شمس وعبد العزى، وعبد الكعبة.. فقد قال لمن سمي عبد الحجر إنما أنت عبد الله. وقد أوجب الشرع على الوالدين تحسين تسمية أبنائهم، كالتي تعكس عبدية المسمى لله تعالى، أو تتشبه باسم الرسول محمد وما قاربه كأحمد ومحمود وحمدان.. وذلك لتأكد تأثير الاسم في النفس مثل تأثرها بنوع اللباس أو المكان، فنفسية الشخص وهو يصلي في المسجد غيرها وهو يتفرج في سهرة غنائية، ولذلك يقال أحيانا عن شخص بأن له من اسمه نصيب عندما يحاول ان يطابق حاله وسلوكه معاني اسمه. ومن هنا يفهم إقدام بعض المناوئين للهوية الإسلامية، على تغيير الأسماء الإسلامية للأشخاص ظلما وعدوانا، وفرض عوضا عنها أسماء لاتينية، ليعزلوا الناس عما يذكرهم بهويتهم. وبجانب إحسان اختيار الاسم، فإن خلع الصفات الحسنة يكون له ذات الأثر الإيجابي في النفس، لذلك أمرنا بأن ننادي الناس بأحب الأسماء إليهم، والامتناع عن إطلاق الصفات القبيحة عليهم والتنابز بها، لما يفضي إليه من خصام وشقاق، {وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [الحجرات: 11]، فنهت هذه الآية عن وصف المسلم بالفاسق واعتبرت هذا الوصف في منزلة الاسم السيء. وفي البداية سمى الله آدم خليفة، {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً} [البقرة: 30]، قبل تسميته إنسانا؛ ومعلوم أن اسم خليفة مثل الإنسان عام لكل البشر، في حين أن آدم وحواء أسماء شخصية وخاصة، لكن كلمة خليفة تتضمن إشارات ودلالات جليلة مثل الاصطفاء والتفضيل والتكريم، وأكثر من ذلك تنطوي على معاني الحرية والمسؤولية، المستفادتين من قول الملائكة لرب العزة {أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ } [البقرة: 30] ، فهو عندما يفسد ويسفك الدماء يمارس حريته التي فطره الله عليها، ومع الحرية يمارس المسؤولية، التي خلق أساسا لتحملها عما يحسن أو يقبح من سلوكه. فصفة الخلافة ذات معاني منها الخلافة عن الله في دائرة ضيقة تناسب مخلوقية الإنسان ومحدودية قدراته، لكنها منزلة متفردة بين الخلائق ومشعرة للإنسان بالتفوق والامتياز على باقي الكائنات، وبالمكانة السامية وعلو الشأن في هذا الكون العظيم، تحصينا له من التفاسير المادية التي تنفي عنه كل قيمة وتزري بقدره إلى الحضيض. وهنا يلزم التمييز بين مرتبتين أولاهما: الخلافة الأصلية التي تعني القدرة على الاختيار التكليفي، وتحمل تبعاته الثوابية حال الإحسان والعقابية حال الإساءة، وثانيهما: الخلافة الإيمانية الاختيارية اهتداء بالوحي واستقامة على نهجه. وإذا غاب هذا المصطلح عن التوظيف التربوي في واقع المسلمين قديما وحديثا، فقد حضر من خلال ممارساته المختلفة، حيث نلاحظ بأن الله تعالى كثيرا ما يخاطب المسلمين في القرآن، بالأوصاف التي تعزز انتماءهم للدين وقيمه، مثل المسلمين المؤمنين المحسنين المتقين..، مما يرسخ في نفوسهم طاعة الله والإنابة إليه، ويطبع هويتهم بإسلام الوجهة لدينه وشرعه. ويخاطب المعترضين على وحيه بما يعكس موقفهم الرافض للإيمان بالله والامتثال لحكمه ويعمق هويتهم القائمة على معاداة الوحي وتنكب هديه، مثل الكافرين المنافقين المشركين الضالين الظالمين.. ولذلك اتجهت بعض الآيات إلى تذكير الناس أفرادا وشعوبا وأمما بصفتهم الاستخلافية، وتحذيرهم من نسيان هذه الحقيقة أو التقصير في مسؤولياتها ومقتضياتها الاعتقادية والسلوكية، منها خطاب الله لداوود عليه السلام: {يَادَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} [ص: 26]، وتذكير نبي الله هود عليه السلام لقومه عاد: {وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [الأعراف: 69]، وكذلك تذكير صالح عليه السلام لقومه ثمود: {وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الْأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِنْ سُهُولِهَا قُصُورًا وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ} [الأعراف: 74]. وداخل الأسرة تمارس مهمة الاستخلاف متبادلة بين أفرادها؛ حيث اعتبر الشرع الزوجة أمانة عند زوجها، يحاسب عليها بين يدي الله تعالى فيثاب أو يعاقب، وقد أوضحت هذه الحقيقة أحاديث منها، عن النبي صلى الله عليه وسلم في قصة حجة الوداع قال: “فاتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله”[7]. فالزوج ينوب عن الزوجة في تدبير وجلب الحاجيات المادية من الخارج، وهي تنوب عنه في تدبير أمر البيت، والاهتمام بالأولاد؛ والوالدان يخلفان الأبناء في كل ما يعجزون عنه حال تدرجهم في أطوار التنشئة إلى مرحلة السعي والبلوغ. فما يتوفر للتربية الأسرية من مقومات التأثير والرسوخ العميقين، لا يتوفر مثله في التربية المدرسية ولا في الشارع؛ لأن الأم ترضع أبناءها مع اللبن منظومة من القيم والمبادئ، وبطريقة مبسطة وسلسة وأكثر فعالية. لأن المرأة تهتم بالقسط الأكبر في تربية الصغار وتلازمهم وتعيش معهم، وتخاطبهم وفق عقيدة الدين وثوابته، بعفوية تنساب معها مبادؤه وقيمه في نفوسهم بتلقائية ويسر. فهي تنقل إليهم حقائق عن الله والإيمان والرسل والملائكة واليوم الآخر، وعن فضائل الدين وأهم واجباته ومحرماته، وكونه أمانة ثقيلة يحاسب عليها الناس يوم القيامة، فيتشربونها منذ الصغر، وتترعرع في قلوبهم هذه التوجهات والثوابت، فينشأون عليها ويعتزون بها، والأب من جهته يوجه ويرشد، ويقوم كذلك بالجوانب الأخرى في التأديب والتثبيت لهذه القيم، التي تتولى الأم النصيب الأعظم في إكسابها للأبناء وتربيتهم عليها. 3) من ملامح الممارسة الاستخلافية داخل الأسرة يتربى الأطفال في أحضان الأسرة، من خلال علاقاتهم مع الوالدين والإخوان وأبناء الأقارب والجيران، على ممارسة مباديء الاستخلاف في أبعادها المختلفة؛ مثل أخلاق الأمانة: الصدق الإخلاص الوفاء الطاعة العدل الإتقان.. وما شابه، ويمارسون غالبا أيضا ولو بدرجة أقل شيئا من السلوك المخالف مثل الخيانة والكذب والغش والظلم والكسل.. وهلم جرا. فيتعرفون على أضرب السلوك السوي والمنحرف، ليكون اختيارهم نهج الاستقامة أو العوج عن وعي وبينة. والأسرة الناجحة في تربية أبنائها على المسؤولية ليست هي التي تجعلهم يجاملون الأبوين ولا يصارحونهما، وإنما هي التي تمكنهم من ممارسة حرية التعبير عن مواقفهم وآرائهم، وامتلاك الجرأة على قول الحقيقة ولو كانت مرة وصادمة. فعلى الوالدين نبذ الكبرياء الزائفة، التي تجعلهما يخجلان من الاعتراف بأخطائهما أمام أبنائهما، فيظهران في أعينهم بصورة الفارين من المسؤولية، العاجزين عن تحمل تبعاتها بصدق وتواضع. وعلينا في هذا الاتجاه أن نستوعب أهم دروس استخلاف آدم، وهو اعترافه بالخطإ عندما أكل مع حواء من الشجرة الممنوعة في الجنة، انخداعا بقسم إبليس على نصحه المزعوم، فوقعا في مخالفة شنيعة لنهي الله، ووصيته لهما بالحذر من عداوة إبليس وكيده. {وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [الأعراف: 19 – 23]. وهكذا اعترفا بمسؤوليتهما الكاملة عن مخالفة أوامر الله تعالى، ولم يتذرعا بتلبيس إبليس وكذبه في قسمه، ليكون سلوكهما منهجا قويما، يسير عليه كل من اختار الاستخلاف الإسلامي، وحرص على الفوز بفضله ونيل عطائه العظيم في الدنيا والآخرة. ومن هذا المنطلق يمكن اعتبار الاعتراف بالخطإ هو روح الاستخلاف الآدمي على الأرض، بحيث يكون الأقوياء الأمناء في الحياة الدنيا، هم الذين لا يترددون في الاعتراف بالأخطاء، واتخاذها أساسا مكينا لتصحيح فهمهم للدين، وتقويم سيرهم على نهجه، وفق ما أكده الحديث النبوي: “كل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون”[8]. إن من الآفات المدمرة لأية أمة أو كيان بشري، أن تتحول فيه أخلاق الأمانة إلى ادعاء عريض، وتصير مخالفتها ممارسة متفاحشة في الواقع وأمرا هينا على النفوس، إذ الأصل في اكتساب الفضائل، وتصحيح الأخطاء، وتقويم الاعوجاجات في منظور الإسلام، أن يعول في ذلك أساسا على الإرادة الفردية والعزيمة الجماعية، وأن يكون دور الوالدين والمربين والأساتذة، هو الحوار والتوجيه والإرشاد وتقديم البيانات العلمية اللازمة، وإعطاء القدوة الحسنة من أنفسهم للنشء، ليتولى ممارسة التسديد النفسي والإصلاح الذاتي، دون إكراه له على ما لم يقتنع به، أو إلزامه بما لم يرد إلزام نفسه به عن رضى وطواعية. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ [1] – مسند الإمام أحمد، رقم: 11143، إشراف د عبد الله بن عبد المحسن التركي، ط مؤسسة الرسالة، ط الأولى 1421ه، ج 17 ص 227. [2] – انظر بحث الكاتب “استخلاف الإنسان في الأرض بوصفه مقصدا عاما للقرآن والشريعة والحضارة”، مجلة إسلامية المعرفة، نشر المعهد العالمي للفكر الإسلامي، عدد 89 ص101. [3] – سنن أبي داود، كتاب الصلاة، باب متى يؤمر الغلام بالصلاة، رقم: 495، المكتبة العصرية، ج 1/ ص 133. [4]– انظر: مقال للكاتب بعنوان “أهداف التربية الفكرية”، ضمن الكتاب الجماعي، التربية الفكرية، في سياق النهوض الحضاري المنشود، الطبعة الأولى 1442/2021، المعهد العالمي للفكر الإسلامي، هرندن فيرجينيا أمريكا، ص 194. [5] -صحيح البخاري، كتاب القدر، باب: الله أعلم بما كانوا عاملين، رقم: 6599، تحقيق محمد زهير، ط دار طوق النجاة، ط الأولى 1422ه، ج 8، ص 123. [6] – سنن الترمذي، للإمام الترمذي، كتاب أبواب، باب إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، رقم: 1085، ج 03 ص 387. [7] – صحيح مسلم، للإمام مسلم بن الحجاج، كتاب الحج، باب حجة النبي صلى الله عليه وسلم، رقم: 1218، ج2 ص 886. [8]– سنن ابن ماجه، لابن ماجه، كتاب الزهد، باب ذكر التوبة، رقم: 4251، ج 02 ص 1420.