مراعاة المصلحة في السيرة النبوية والخلافة الراشدة في أطروحة دكتوراه
الباحث عبد الجليل مسكين أستاذ التربية الإسلامية ورئيس مكتب الفرع المحلي للجمعية المغربية لأساتذة التربية الإسلامية بمدينة تارودانت، ناقش مساء يوم الاثنين 19 ربيع الثاني 1436 موافق9 فبراير 2015 بفضاء الإنسانيات بكلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة ابن زهر، أطروحته في موضوع: “مراعاة المصلحة في السيرة النبوية والخلافة الراشدة” وذلك لنيل شهادة الدكتوراه في الدراسات الإسلامية بوحدة التكوين والبحث ــ مناهج الدراسات العلمية للسيرة النبوية ــ . في البداية أشار الطالب مسكين في تقريره أمام اللجنة إلى جملة من الحوافز التي دفعته إلى تناول هذا الموضوع وكان أهمها: ــ إثارة الانتباه إلى ضرورة تجديد النظر في السيرة النبوية والخلافة الراشدة، والبحث في أحداثهما ووقائعهما بما يساعد على الاستنباط وفقه نصوص الشرع ومقاصده، ــ إثراء فقه الدعوة والدولة، بما يجعل مسيرة الدعاة والأئمة والحكام والمصلحين والسياسيين راشدة وحركتهم متبصرة. ــ بيان الفقه الراشد والمتبصر للخلفاء الراشدين، ودورهم الكبير في فتح باب الاجتهاد المصلحي ووضع لبناته الأساسية بعد الرسول. ــ إثراء الفقه السياسي الذي هو مجال الاجتهاد المصلحي. ــ إبراز جانب هام من تصرفات النبي صلى الله عليه وسلم بصفته إماما للمسلمين، وهذا يفتح المجال رحبا للاجتهاد وفق الضوابط الشرعية بما يساير مستجدات العصر، ويضمن استمرار التشريع تحقيقا لمصالح الناس وحفاظا على مقاصد الشرع. يتفرع البحث إلى مقدمة وثلاثة أبواب وخاتمة. ينقسم الباب الأول إلى فصلين، أحدهما خصص للحديث عن التأصيل الشرعي للمصلحة والضوابط الشرعية للموازنة بين المصالح، والآخر لأهمية بحث المصلحة من خلال السيرة النبوية والخلافة الراشدة واستثماره في تطوير الفقه وتجديده، وذلك في مبحثين: الأول كان الحديث فيه عن تنوع تصرفاته صلى الله عليه وسلم، وأن السيرة النبوية وعمل الخلفاء الراشدين بيان لتصرفاته، كما كان مجالا لبيان مزايا فقه الخلفاء الراشدين وميزاتهم لفهم خطاب الشرع. أما في المبحث الثاني فيخص المصلحة من خلال السيرة النبوية والخلافة الراشدة، مستدلا بنماذج من فقه الأقليات وفقه الفتن وفقه الدعوة. وخصص الباب الثاني للحديث عن مراعاة المصلحة في السيرة النبوية، المكون من فصلين: درس في مراعاة المصلحة مع المسلمين في ثلاثة مباحث، تطرق إلى مراعاة المصلحة في الأمور الدعوية والتعليمية والتربوية، وفي الثاني تناول مراعاة المصلحة في الأمور الاجتماعية والمالية، أما المبحث الثالث فكان الكلام فيه عن مراعاة المصلحة في أمور الحرب والتوليات واختيار الرسل. وتطرق الطالب في الفصل الثاني إلى مراعاة المصلحة مع غير المسلمين، في مباحث أربعة: خصص الأول منها لمراعاة المصلحة في العلاقات الدينية، والثاني لمراعاة المصلحة في العلاقات السياسية، وجعلت الثالث لمراعاة المصلحة في العلاقات الاجتماعية، أما الرابع فبحث فيه مراعاة المصلحة في أمور الحرب والقتال. وأما الباب الثالث لهذه الأطروحة فقد تم تخصيصه للحديث عن مراعاة المصلحة في الخلافة الراشدة، وقسم إلى فصلين، يشمل الأول منهما ثلاثة مباحث: الأول لمراعاة المصلحة في الأمور الدينية والتعليمية، وخصص الثاني لمراعاة المصلحة في الأمور المالية، فيما يتحدث الثالث عن مراعاة المصلحة في الأمور الاجتماعية. وتم تقسيم الفصل الثاني الى ثلاثة مباحث، خصص الأول منها لمراعاة المصلحة في أمور الخلافة والتوليات، والثاني لمراعاة المصلحة في أمور الحرب والقتال، والثالث والأخير لمراعاة المصلحة في أمور العقوبات. وأنهى الباحث بحثه بخاتمة ضمنها أهم الخلاصات والنتائج داعيا إلى تجديد النظر في السيرة النبوية والخلافة الراشدة لاستثمارهما بطريقة أفضل في الاجتهاد المعاصر. ومنح الأستاذ عبدالجليل مسكين درجة الدكتوراه بميزة مشرف جدا، وذلك بعد مداولة اللجنة العلمية المحكمة والمكونة من الأستاذ الدكتور عبد الرزاق هرماس رئيسا والأستاذ الدكتور عبد الواحد الإدريسي مشرفا، والأستاذ الدكتور عبد الكريم عكيوي عضوا، والأستاذ عبد الله أكرزام عضوا وبحضور السيد نائب العميد المكلف بالبحث العلمي.