إنجاز الباحث: التهامي القطاري
وهي أطروحة دكتوراه إشراف الدكتور: أحمد الزيادي، بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة بتاريخ: 9 جمادى الآخرة 1441 موافق 02 /03/2020، وتكونت لجنة المناقشة من السادة الأساتذة: الدكتور عبد المجيد محيب، والدكتور سلام أبريش: والدكتور عبد الكريم الفيلالي.
ملخص التقرير:
إن أعظم ميراث تحمله علماء المسلمين، وورثوه جيلا عن جيل ميراثُ علم الفقه الإسلامي، الذي عرف الناسُ به أمورَ دينهم وسطع في الأرض به نورهم، وكانت به نُظُمُ الخلق فيما بينهم، ومعرفةُ الحق من الباطل في سيرهم إلى ربهم، وتمييزُ الخبائث من الطيبات، ومعْرفةُ الحلال من المحرمات، وهو الدستور المهيمن على أفعال المكلفين، الذي قال فيه النبي الأمين، صلوات ربي وسلامه عليه إلى يوم الدين: «من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين»([1])، فالتفقه في الدين من أفضل النعم وأجلها، به تزول عن القلب الشبهات، وتدفع عنه الشهوات، التي تجعله يتخلف عن الطاعات، ويجلب للعبد اليقينَ المثمرَ للأعمال الصالحات، ذلك أنه ميزانُ السعادة البشرية، ـ باعتباره الجالب للمصالح والدارئ للمفاسد ـ والموجهُ لمسار الحياة إلى الاتجاه الصحيح.
ولهذا ألف الفقهاء فيه الكثير من المؤلفات، المنوعة ما بين المختصرات والمطولات، فكانت المصنفات الفقهية المؤلفة في العهود المبكرة كبيرة الحجم، سهلة العبارة، واضحة الأفكار، بعيدة عن التعقيد والإبهام، إلى أن استعصى على المتأخرين استيعاب المطولات الفقهية، وشق عليهم حفظها واستقصاؤها، فبدأت المختصرات الفقهية تبرز إلى الوجود في ولادتها طورا طورا، حتى ازدادت تطورا وانتشارا، بشكل لفت انتباه الناس إليها ذكرا.
فقام الفقهاء باختصار هذه المصنفات المطولة؛ تيسيرا على المبتدئين، وتسهيلا للحفظ على المتعلمين، وجمعا لما هو متفرق في كتب المذهب من الفروع ومسائل الدين.
وقد عرفت هذه المختصرات رواجا كبيرا في العهود المتأخرة إلى درجة أنه كان يبذل في سبيل الحصول عليها أضعاف ما كان يبذل في سبيل اقتناء الأمهات ([2]).
فكان «المختصر» للعلامة خليل بن إسحاق – الذي انتهت إليه رياسة المذهب المالكي في مصر في القرن السابع الهجري، المشهود بإمامته وعلمه، من طرف الصغير والكبير في فقهه، المجمع على فضله، الممتع المحقق في درسه، المشارك في أصل الدين وفرعه، الذي لا يجارى في اختصاره، ولا يبارى في اقتصاره – من أهم المختصرات التي نالت قصب السبق، واهتم الفقهاء به اهتماما كبيرا، نظرا لما ضمنه صاحبه من معتمد مذهب مالك، مقربا به الطريق عن كل سالك.
ويُعدّ شرح أبي عبد الله محمد بن عبد الصادق الفرجي، الفقيه الحجة النوازلي، المرجوع إليه في الفتيا بين الخصوم زمنا طويلا، المنصف في فتواه، الحائد عن التعسف في أصل الفقه وفرعه، من بين هاته الثلة المباركة التي اهتمت بمختصر الجليل، حيث كان له مدرسا زمنا طويلا، وشارحا إياه شرحا نبيلا، فتح به مقفله، وحرر مسائله؛ لسعة اطلاعه على كتب الأحكام ومعرفة الوثائق، ممن ازدانت بهم مجالس القرويين وفتحت بهم المغالق.
فكان كتابه هذا مرجعا للنقل في حل المشكلات، وفك لغز ما استعصى من فروع الفقه المعضلات.
وهذا واحد من دوافع عملي على هذا الجزء من هذا العلق النفيس، أضف إلى ذلك:
ـ أن هذا الشرح اشتمل على مجموعة من المصادر المعتمدة في المذهب المالكي، المتنوعة ما بين الفقه والقضاء والنوازل، والحديث وفقهه، والتفسير واللغة… وغيرها، الأمر الذي يغني مكتبة الباحث في المجال بمكتبة مالكية واسعة.
ـ أن موضوع هذا البحث في تحقيق جزء من هذا الشرح في أبواب من الفقه تمس الحاجة إليها؛ نظرا لحركات الناس اليومية، واحتياجهم إلى توضيح أحكام معاملاتهم، تجنبا لمعصية رب البرية، ودفعا للضرر عنهم في مصالحهم الدنيوية، ورفعا للحرج في تعاملاتهم النفعية، وجلبا لمصالح كل منهم بالسوية، هذه الأبواب هي أبواب الشفعة والقسمة والقراض والمساقاة والإجارة والجعل، وكلها معاشة متعامل بها، محتاج إلى معرفة أحكامها وتحرير القول في مسائلها، وهذا مع عليه هذا الشرح من توضيح للأصول، وتحرير للفروع مجانب للطول.
ـ أن بعض الباحثين أشار علي أن أخوض غمار هذا المشروع الكبير، فناسب ذلك فكرة مواصلة البحث في هذا المجال، وبعد الاطلاع على ما ذكر فيه، ترجحت لدي أهميته، وأنه من النفاسة العلمية بمكان، وقد زاد اطمئناني لهذا الموضوع حينما اقترحته على أستاذنا الفاضل «الدكتور أحمد الزيادي» حفظه الله وبارك فيه، فأعجب بالموضوع وكان الحث منه جليلا، والمساهمة منه في تبسيط الأمر تنزيلا، فسارعت الخطى في مشاركة إخراج جزء من هذا العِلق النفيس، متوكلا على الله الموفق للوصول إلى المأمول؛ إذ عليه التكلان ومنه القبول.
بعض ركائز هذا البحث.
أولا: قيمة الكتاب العلمية، لهذا الكتاب قيمة علمية كبرى داخل المكتبة العلمية عموما وخصوصا.
ـ فقيمته بين الكتب العلمية على العموم تظهر في رصانة العبارة ووضوحها، وجمع المسائل العلمية وترتيبها، ومناقشة أقوال العلماء ونخلها، واستعماله لجملة وافرة من القواعد العلمية في محالّها، سواء كانت لغوية، أو نحوية، أوبلاغية، أو فقهية، أو أصولية، أو حديثية، أو منطقية، استعمالا يليق بالمقام، ويظهر من سياقه المرام، دون تكلف أو تفويت للمهام.
ـ وقيمته بين كتب الفقه على الخصوص تتجلى في وفرة مصادره الفقهية، وجلالة قدرها في عمومها، وتحرير مسائل الفقه الفرعية فيه، كل ذلك في شرح وسط.
ـ وقيمته بين كتب الفقه المالكي على الأخص تبرز في جمعه عيون أقوال كبار علماء المذهب، وكتبه المعتمدة في المسائل الفقهية، مع مناقشتها، ونقد ما احتاج إلى نقد منها، وتعزيز ما احتاج إلى ذلك، ثم ترجيح القول المناسب للمقصد العام من التشريع في المحل، مراعاة لعرف القوم والعمل، مع تحرير الكلام في موطن الزلل.
ـ ومما يبين قيمة الكتاب العلمية اعتماده مرجعا للنقل في حل المشكلات، وفك لغز ما استعصى من فروع الفقه المعضلات، وممن اعتمده:
ـ العلامة التسولي؛ حيث نقل عنه في مواطن متعددة من كتابه البهجة في شرح التحفة.
ـ والعباس بن إبراهيم المراكشي في كتابه الإمتاع في أحكام الإقطاع في مواطن كثيرة، أيضا.وقد أثبت بعضا من نقلهما في إبانه.
ـ ومما يبين قيمته العلمية، ثناء مجموعة من العلماء عليه، من ذلك: قول أبي عبد الله محمد بن جعفر بن إدريس الكتاني فيه: «وشرحه شرحا حسنا»([3]).
ـ ثم وفرة نسخه في المكتبات الوطنية العامة، حيث يوجد في المكتبة الحسنية لوحدها أزيد من اثني عشر نسخة، وفي المكتبة الوطنية توجد أربع نسخ، وفي مكتبة القرويين توجد بها نسخة كذلك، وقد بينت جملة منها في مبحث وصف النسخ، من الفصل الرابع.
وهي جملة عديدة من النسخ تدل على أن الكتاب كان معتمداً في التدريس من لدن الفقهاء، مما يعطيه قيمة علمية كبيرة.
ثانيا: منهج ابن عبد الصادق في كتابه.
لقد سلك ابن عبد الصادق في هذا الشرح منهجا وسطا، ظهرت لنا بعض معالمه، من خلال العمل والتتبع للجزء الذي اشتغلت عليه من هذا الشرح، والتي يمكن إجمالها فيما يلي:
ـ أنه يبدأ بنص متن خليل مكتوبا باللون الأحمر، ثم يشرع في الشرح ببيان الألفاظ التي تحتاج إلى بيان من الناحية اللغوية، اعتمادا على كتب أئمة اللغة كالصحاح، والقاموس، ومختار الصحاح… مردفا ذلك بالتعريفات الفقهية، معتمدا في ذلك غالبا التنبيهات للقاضي عياض، والمختصر لابن عرفة.
ـ ثم ينتقل إلى عرض النصوص الفقهية المختلفة، لبيان معنى قول خليل الفقهي، أو لتأصيله، مع توجيه الروايات والأقوال ومناقشتها وانتقادها أحيانا، ودراسة الخلاف الفقهي وأسبابه، وتعليل الأقوال الفقهية، واختيار وترجيح بعضها ورد الأخرى، بعد جمعه للأقوال المناسبة في المسألة الواحدة، وقد يقتصر على بعضها مباشرة إذا كان يرى أنه كاف لوحده في الباب، حتى ولو كان طويلا.
ـ ومما جرى عليه ابن عبد الصادق في هذا الشرح حكايته النقل كما نقله، اختصارا على القارئ، وتقريبا للباحث المقارن، إن كان لفظا لم يتصرف فيه حكاه كذلك، وإن كان بالمعنى أردفه بالتنبيه عليه في آخره.
ـ وهذا كثير عنده في الشرح مما يدل على أمانته، وصدق نيته.
ـ ومن متفرقات منهجه أنه ينبه على اصطلاح المذهب في بعض المسائل أحيانا، ويبين وجه الإعراب أحيانا أخر، وأحيانا يعتذر للعلماء عندما يظهر له بعدهم عن الصواب في تقرير مسألة من مسائل الفقه الفرعية.
وهذا منه كثير جدا في هذا الشرح، مما يبين علو أخلاقه وأدبه.
ـ كما يستدل بالكتاب والسنة والإجماع والقياس والعرف وغيرها من الأدلة، وقد أثبتت نماذج تشهد لذلك من خلال هذا السفر المحقق أثناء التقديم له.
ومما تفرد به
ومما تفرد به بثه مجموعة من الفتاوى في كتابه قد أفتى فيها هو نفسه، أو أفتى فيه غيره، حكاها في كتابه، منها:
ـ فتواه في إِحْدَاث المكس بفاس وبسائر أَمْصَار الْمغرب واعتماد السلطان عليه في ذلك مع ثلة من علماء عصره من طرفه وكتابتهم له فيها كتابا، وقد حكى هذا صاحب الاستقصا وابن زيدان: خلال حديثهما عن ترجمة السلطان سيدي محمد بن عبد الله بن إسماعيل، قالا: “وكان ممن كتب له في ذلك العلامة الشيخ التاودي ابن سودة والعلامة الشيخ أبو عبد الله محمد بن قاسم جسوس والإمام أبو حفص عمر الفاسي والفقيه الشريف أبو زيد عبد الرحمن المنجرة والفقيه أبو عبد الله محمد بن عبد الصادق” ([4]).
ـ فتواه في قسمة تركة بعض الكبار: وقد تكلم عن ذلك هو بنفسه في كتابه شرح مختصر خليل بما نصه: «قلت: رأيت بخط من يوثق به في قسم تركة الولي العارف بالله سيدي أحمد بن عبد الله أنهم عزلوا حق الحمل على أنه ذكر، وكذلك فعلته في قسمة تركة بعض كبراء الأشراف فتزايدت أنثى فقسم فاضل الوقوف بين الورثة»([5]).
عوائق البحث وصعوباته.
ولما كان هذا العمل ككل الأعمال التي لا تخلوا من كلفة ومشقة، عارض هذا العمل أيضا مجموعة من الصعوبات، يمكن إرجاعها إلى ما يلي:
ـ صعوبة الحصول على المخطوطة من المكتبات الوطنية، العامة والخاصة؛ إذ تنقلت لواحدة منها شهرين كاملين مرة ومرتين كل أسبوع ولم أحصل على شيء.
ـ كثرة النقول وتنوعها، من حيث مطبوعها ومخطوطها، وفقدان الكثير منها… واحتياج ذلك كله إلى الضبط والتوثيق.
ـ كثرة الأعلام التي تحتاج إلى تعريف، والمصطلحات الفقهية والألفاظ التي تحتاج إلى بيان وتوصيف.
لكن كل ذلك يهون بتيسير الله، مع شد العزم، ومساعدة أهل الفضل والعلم.
الدراسات السابقة.
على حسب ما اطلعت عليه، أن هذا العمل لم يسبق أن حقق منه شيء لحد الآن، اللهم إلا دخول بعضه في هذا المشروع، كما أسلفت الذكر، وقد نوقش جزء منه للباحث:
محمد محرز تحت إشراف الأستاذ الدكتور: أحمد الزيادي (سنة 2018) في رحاب هذه الكلية العامرة، في أبواب “التفليس، والشركة، والمزارعة” تقديم وتحقيق.
كما نوقش جزء آخر منه للباحث: عبد الفتاح مغفور في أبواب “البيع، السلم، الرهن” تقديم وتحقيق. خلال هذه السنة الجارية.
إضافة إلى انخراط جملة من الباحثين الآخرين في هذا المشروع، وهم:
الباحث: سعيد بومنديل في أبواب “الوكالة، والإقرار، والوديعة، والعارية” تقديم وتحقيق.
الباحث: عبد الله المودن في أبواب “الذكاة، والنكاح” تقديم وتحقيق.
هؤلاء كلهم تحت إشراف الأستاذ الدكتور: أحمد الزيادي.
ويشتغل الباحث فؤاد القطاري على أبواب “الوقف، والهبة، واللقطة، والقضاء، والشهادات” تقديم وتحقيق. تحت إشراف الدكتور: محمد بلحسان.
خطة البحث.
نظرا لطبيعة البحث كان العمل فيه مقسما إلى قسمين: قسم التقديم، وقسم التحقيق:
أما قسم التقديم فقد جعلته في مقدمة لبيان أهمية البحث ودوافعه وصعوباته وخطته، وأربعة فصول:
خصصت الفصل الأول للتعريف بابن عبد الصادق.
والثاني للتعريف بشرحه على مختصر خليل.
والثالث للتعريف بخليل ابن إسحاق وكتابه.
والرابع لوصف النسخ وعملي في التحقيق.
وأما القسم الثاني فقد جعلته خاصا بالنص المحقق من شرح مختصر خليل لأبي عبد الله محمد بن عبد الصادق الفرجي الدكالي: من باب الشفعة إلى باب الجعل
وأما الخاتمة فهي عبارة عن خلاصات واستنتاجات توصل إليها البحث.
منهجي في التحقيق
بعد البحث عن نسخ المخطوط المراد تحقيقه، والسفر إلى كل من الخزانة الوطنية والحسنية بالرباط، حصلت بحمد الله وتوفيقه على مجموعة من النسخ الخطية لكتاب “شرح مختصر خليل”، اعتمدت منها ثلاثة.
وبعد التأكد من نسبتها إلى مؤلفها، اخترت منها نسخة الحسنية لاعتبارات بينتها في موضعها، ورمزت لها ب (أ).
بعدها قمت بنسخ المخطوط وفق الرسم الإملائي المتعارف عليه.
ـ ثم قابلت النص المكتوب بالنسخة المخطوطة التي اتخذها أصلا، ثم بالنسختين الفرعيتين، مرة مرة، فإذا أشكلت علي عبارة أو لفظة أو لم يتبين لي معناها رجعت إلى كتب النقل الأصلية إن وجدت.
ـ وضعت للنص علامات الترقيم، وقسمته إلى فقرات، تسهيلا على القارئ، وقد راعيت في ذلك المعنى الفقهي غالبا.
ـ عزوت الآيات، مبينا سورها، وأرقامها.
ـ خرجت الأحاديث النبوية، مكتفيا بما كان منها في الصحيحين، أو أحدهما، وما لم يخرجاه، خرجته من أي مصدر من مصادر السنة الأخرى، كالسنن الأربعة.
ـ وضعت كلام الشيخ خليل بين قوسين()، وكتبته بحجم خط أكبر وأوضح من نص الشرح.
ـ جعلت الآيات القرآنية بين قوسين قرآنيين هكذا{}، وكتبتها بحجم خط أكبر.
ـ جعلت الأحاديث بين مزدوجتين ” “، وكتبتها بحجم خط أكبر أيضا.
ـ عرفت بالأعلام المذكورين في الكتاب، إلا أن يكون العلم مشهوراً.
ومنهجي في التراجم، أن أترجم بالدرجة الأولى لمن نقل عنهم المؤلف (ابن عبد الصادق) بشكل مختصر، ثم أحيل على بعض من ترجم له.
ـ عرفت بالمصطلحات الفقهية، والألفاظ الغريبة التي تحتاج إلى تعريف، تسهيلا على القارئ.
ـ وثقت النصوص المذكورة عند ابن عبد الصادق في كتابه، إلا ما لم أستطع الوصول إليه من كتاب مخطوط، أو مطبوع لم أستطع الحصول عليه، أو كان مفقوداً.
ومنهجي في توثيق النصوص، أني أوثق النصوص الأصلية التي ينقلها المؤلف من الكتاب مباشرة، ثم وثقت ما استطعت من النصوص التي تضمنتها هذه النصوص من نقل عن غيرهم، كأن يذكر المؤلف نصا لابن عرفة فيه نقول ابن عرفة عن غيره.
وأحيل في النصوص على رقم الصفحة حيث بدأ النقل، وحيث انتهى.
ثم أقابل هذه النصوص في مصادرها بنقل المؤلف، غير متتبع كل الخلافات والفروق الموجودة بينهما.
ـ قدمت للعمل بمقدمة، ذكرت فيها أهمية البحث، والصعوبات التي وجدتها خلال العمل، وأسباب اختيار البحث وخطته، ثم ترجمت فيها للمؤلف: ابن عبد الصادق، وعرفت بكتابه، كما عرفت بصاحب المختصر، الشيخ خليل، وبمختصره.
ـ وضعت للكتاب فهارس: فهرسا للآيات، وفهرسا للأحاديث، وفهرسا للأعلام، وفهرسا للموضوعات.
نتائج البحث:
وقد خلصت من خلال عملي على تحقيق أبواب من الجزء الرابع من شرح محمد بن عبد الصادق على مختصر خليل إلى ما يلي:
ـ أن هذا الشرح يعد إضافة نوعية للمكتبة الفقهية المالكية عموما، والمتأخرة خصوصا، جمع في طياته ما يحتاجه الناظر في الفقه المالكي من مصادر ومراجع للإفادة والاستفادة.
ـ أن هذا الشرح يمكن أن يعتمد مرجعا يغني عن الكثير من مصادر الفقه المالكي في الفروع الفقهية؛ لسهولة عبارته، واعتماده الرموز والأقوى في نقله، واكتفائه بما يحتاج إليه الحال في طياته.
ـ أن هذا الكتاب يمكن أن يعتمد مصدراً للبحث والدرس الأكاديمي، من حيث منهجية فقهاء المالكية المغاربة في ترجيح الحكم الشرعي، وبيان أسباب الخلاف والنقد الفقهي عموما، والنقد المذهبي منه خصوصا؛ إذ بين فيه صاحبه الراجح من الأقوال، وحرر فيه محل الخلاف بعد بيانه مناطه، وأبرز فيه معتمده، في أغلب مسائله.
ـ أن هذا الشرح يمكن أن تسجل من خلاله بحوث في عناية الفقهاء المغاربة بمختصر خليل، يتخذ صاحبه نموذجا للفقهاء المغاربة في ذلك، تحريرا ونقدا وترجيحا؛ لأنهم إذا درسوا أفهموا، وإذا كتبوا أحكموا، وإذا بحثوا ناقشوا وحرروا.
ـ ومما يؤخذ من هذا الشرح أيضا أصالة مكانة هذا الفقيه “ابن عبد الصادق”، ومكانة شرحه هذا تبعا، تحريرا للمقال، وتوضيحا للفرع الفقهي في الحال، من حيث وفرة مادته العلمية، وانتقاؤه منها أتمها وأنسبها، واعتماده الأولى فيها.
شكر وتقدير:
وختاما أحمد الله الكريم حمدا يليق بجلال وجهه وعظيم سلطانه، أن وفقني لإعداد هذا البحث وإنجازه، كما أحمده سبحانه أن هيأ لي بفضله ومنه لجنة علمية كريمة، مكونة من ثلة من العلماء الأفاضل المتمكنين المقتدرين، ممن تمرسوا في البحث العلمي وأرسوا دعائمه بالجامعات المغربية.
كما أنتهز هذه المناسبة لأتقدم بالشكر مشفوع بالدعاء الصالح لجميع شيوخي وأساتذتي الذين تعلمت منهم في جميع مراحل دراستي، وخصوصا الذين سهَروا على تدريسنا وتأطيرينا بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالقنيطرة، مقدرًا للجميع مصابرتَهم وتفانيهم في خدمة العلم وطلابه، فجزاهم الله عنا خير الجزاء، وجعل هذا العمل وكل أعمالي في ميزان حسناتهم.
ولا أنسى أن أتقدم بعظيمِ الشكرِ، وبلِيغِ الثناءِ والعرفان إلى والديَّ الكريمَين الغاليين، اللذين بذلا كل ما في وسعهما، في سبيل إتمام دراستي، أبي: الأب الحنون والصديق الغالي، أسأل الله له الرحمة والغفران، والعفو ودخول الجنان، وأمي الفاضلة، أسأل الله أن يمد لها في عمرها وأن يمتعها بالصحة والعافية. ويجعل هذا العمل في ميزان حسناتهما.
وأشكر كذلك إخواني وكل أسرتي، وأهل بيتي، ولا شك أن لهذا البحث أثرا في التقصير والأخذ من حقهم والقيام بواجبهم، فاللهم اجزهم عني خير الجزاء.
ولا يفوتني أن أشكر كلَّ من ساعدني في إنجاز هذا البحث بملاحظاته وتوجيهاته وتشجيعه، من قريب أو من بعيد، كل بجميل اسمه، وكريم وصفه ووسمه.
وأشكر شكرا خاصا كل الذين شرفونى بحضورهم، القريبِ منهم والبعيد، فجزاهم الله عني خيرا، وجعل خطواتِهم في ميزان حسناتهم.
مع امتناني وشكري لهذه الجامعة العريقة، والكلية الموقرة، أساتذةً، وطلبةً، وإداريين، راجيا من الله تعالى أن يأجرني على اجتهادي، ويغفر لي تقصيري وخطئي، ويعينني وإياكم على خدمة الإسلام والمسلمين، وصلّى الله وسلّم على سيدنا محمد وآله وأزواجه وصحبه ومن والاه إلى يوم الدين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
([1]) أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب العلم، باب العلم قول القول والعمل، رقم:(71).
([2]) جذوة الاقتباس (1/152).
([3]) سلوة الأنفاس: (1 / 308-309).
([4]) الاستقصا (3/7-10) ، وإتحاف أعلام الناس (3/190)
([5]) شرح مختصر خليل لابن عبد الصادق: (مخ الخزانة الحسنية رقم 11220 /53و).
زر الذهاب إلى الأعلى
هذه المواصفات مميزة حقيقة