الصيام والتربية على التقوى

رابط القراءة والتحميل 

التقديم
     الحمد لله الذي بفضله تنجز الأعمال وتتم الصالحات والصلاة والسلام على سيد الخلق وحبيب الرحمان وعلى آله وصحبه الكرام.
      بعون الله وتوفيقه نفتتح سلسلة منشورات مركز الأمانة الرقمية غالبا والورقية أحيانا، ويشاء الله أن يكون ذلك في مستهل شهر رمضان الأبرك وبعمل ذي صلة مباشرة بشعيرة الصوم وأهم مقاصده الذي هو التقوى، وموضوعه هو “الصيام والتربية على التقوى”، الذي يعاد نشره في إطار المشروع العلمي لمركز الأمانة للأبحاث والدراسات العلمية.
    وقد يسر الله إنجاز هذه الطبعة المزيدة والمنقحة، فأضفنا فيها فصلا تمهيديا بعنوان: التقوى في منهاج الاستخلاف، تطرقت في بدايتها إلى بيان أن مخالفة نهج التقوى، كانت ظاهرة مهيمنة على أحداث الاستخلاف أولا من خلال سؤال الملائكة الله تعالى كيف يستخلف في الأرض قليل التقوى والانقياد لأمر الله المفسد السافك للدماء، وثانيا من خلال خروج إبليس عن التزام التقوى برفض السجود لآدم تنفيذا لأمر الله تعالى، ومطالبته إياه بأن يسمح له بالعمل على إغواء ذرية آدم، وثالثا من خلال مخالفة آدم وحواء ممارسة نهج التقوى القبلية، بالامتناع عن الأكل من الشجرة الوحيدة المحرمة عليهما، من بين ما لايعد من شجر الجنة المباحة، لكنهما تداركا الأمر باعتماد التقوى البعدية، فأعلنا التوبة من هذه الزلة الكبيرة المرتكبة بإيعاز وخداع من عدوهما إبليس.
    فرمزية هذه الوقائع المجافية لمقتضى تقوى الله، تؤكد بصورة واضحة مكانة التقوى وضرورتها الأكيدة، في الممارسة الناجحة لمختلف مهام الاستخلاف على الأرض، وما تشتمله من أعباء جسام لتحمل الأمانة العظمى، التي عجزت عن حملها السماوات والأرض والجبال.
    وفي هذا الاتجاه تم التطرق للتقوى، باعتبارها من القيم الأساسية لممارسة رشيدة للاستخلاف في الأرض، والتي إذا ترسخت في النفس، تمكنت بها من الاضطلاع بكل مسؤوليات الأمانة الاستخلافية ومهامها المختلفة، تحليا بالمكارم والفضائل والأخلاق الحميدة، وتخليا عن المساوئ والدنايا والرذائل كلها، واكتسابا للقدرة اللازمة لفعل الطاعات وأداء الواجبات، واجتناب المحظورات والسيئات، وتأهيل النفس للارتقاء دوما في مدارج الكمال، والتوقي من الوقوع في أتون القبائح والمنكرات.
    وتم استعراض أهم محددات قيمة “قيمة التقوى” في ضوء الفهم المعتبر لحقيقة الاستخلاف، في ارتباطه المتين بمواجهة مختلف الابتلاءات بثبات واقتدار.
      كما تم تعزيز دور الصيام في تحقيق التربية على التقوى، بإضافة المواضيع التالية:
1ــ عبادة الصلاة والتربية المستمرة على التقوى
2ــ التقوى من خلال عبادة الحج والعمرة
3ــ جوع الصوم تقوية للروح والجسد
4ــ الفرح بالتقوى
   أسأل الله العلي العظيم أن ينفع بهذا العمل، وأن يسدد أعمالنا على نهج الحق والصواب، وأن يكرمنا بنور الفهم ويحفظنا من ظلمات الوهم، وأن يغفر لنا ما قصرنا أو أخطأنا فيه نهج التقوى والرشاد، والحمد لله صاحب المنة والفضل والكرم.

Print Friendly, PDF & Email

‫2 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى