مقاربات إصلاحية ونظرات تجديدية من خلال كتاب الثقافة والعولمة وقضايا إصلاح الفكر والتجديد في العلوم الإسلامية
بقلم: عبد الحق لمهى
مقدمة بيانات الكتاب الكتاب موضوع القراءة يحمل عنوان: الثقافة والعولمة وقضايا إصلاح الفكر والتجديد في العلوم الإسلامية، لصاحبه الدكتور سعيد شبار، ويقع الكتاب في 221 صفحة، وصدر عن دار الإنماء الثقافي، الطبعة الأولى: 1436ه/2014م. منهج الكاتب أوضح الكاتب في المقدمة، بأن هدفه هو القصد إلى تقويم جوانب من الاختلالات الفكرية والثقافية لدى المسلم المعاصر، وذلك إيمانا منه بأهمية تقويم الذات وتحصينها من كل أشكال الاستلاب والهيمنة العولمية الكاسحة، والتي ترمي إلى إلغاء الآخر وتهميش خصوصياته الثقافية وانتقاص مكونات هويته القومية والحضارية. ويستطيع الباحث والقارئ تلمس المنهج التوثيقي المتبع في الكتاب، فإذا كان التجميع عملا يقوم على “جمع أطراف أو أجزاء جسم علمي ما، متناثرة في أحشاء التراث، وإعادة تركيبها، تركيبا علميا، متناسقا.”[1] فإنه يمكن القول بأن الكاتب قام بجمع مادة هذا الكتاب، من خلال كتب التراث المختلفة، وعمل على إعادة تركيبها تركيبا علميا، متناسقا بما يحقق الغاية من هذا الكتاب. ومن المناهج التي تظهر في الكتاب المنهج التحليلي؛ [2]القائم على عناصر منها: النقد، فيلاحظ أن هناك جهدا نقديا مهما لمجموعة من القضايا المطروحة في الكتاب. ووظف الكاتب المنهج الوصفي وذلك من خلال استقراء المادة العلمية التي تخدم موضوع الكتاب، وعرضها عرضا مرتبا منهجيا. فالمنهج الوصفي “يقوم على استقراء المواد العلمية، التي تخدم إشكالا ما، أو قضية ما، وعرضها عرضا مرتبا منهجيا،”[3]. محتوى الكتاب يتضمن الكتاب مقدمة، وثلاثة فصول، وخاتمة. في المقدمة[4] تناول الكاتب موضوع العولمة، وصورها التي ظهرت بها، السلبية منها والإيجابية، ثم عرض أهم ما سيتناوله الكتاب من القضايا والإشكالات المعرفية. ففي الفصل الأول والموسوم ب “الثقافة والعولمة، قراءة في جدل المحلي والكوني”[5]. تطرق الكاتب إلى وجود علاقة وطيدة بين العولمة والثقافة، وتتخذ الثقافة المؤطرة للعولمة شكلين كبيرين هما: “الثقافة الكامنة الخفية” و”الثقافة الظاهرة”، التي تعلن بوضوح عن أهدافها الهيمنية التسلطية، وحتى يكون الكاتب موضوعيا، لم يفته الحديث عن بعض إيجابيات العولمة على حياة الإنسان إلى جانب سلبياتها الكثيرة. كما وقف الكاتب عند مفهوم الثقافة بين الوحدة والتعدد، من خلال عرض تعاريف بعض الباحثين أمثال مالك بن نبي، محمد عابد الجابري، برهان غليون، ليخلص من هذه التعريفات إلى فكرة أساسية مفادها: ليست هناك ثقافة واحدة، بل هي ثقافات مختلفة متعددة، وبقدر ما تملك ثقافة ما القدرة على الانفتاح على الآخر، بقدر ما تسهم في التثاقف الإيجابي[6]. ولم يفت الكاتب التعرض لمسألة التثاقف بين الإيجابية والسلبية، حيث أكد على أن الإسلام دعوة صريحة إلى الأخذ والعطاء والتفاعل الإيجابي مع الآخر، فثقافتنا الإسلامية الأصيلة، ليست في الحقيقة دعوة إلى إلغاء الآخر، على العكس من العولمة التي تطبعها السيطرة على الآخر، والهيمنة والتحكم في رقاب العالم في كل مناحيه، فالغرب يرى نفسه مركزا وغيره هامشا، وهذا ما يجعل عملية التثاقف مع الغرب معقدة. وفي معرض الحديث عن تعريف الثقافة ومقتضيات التثاقف قدم الكاتب ملاحظات حول مفهوم “التثاقف” في الفكر العربي المعاصر، وفيه يستعرض المؤلف تيارات العلاقة مع الآخر، وهي ثلاثة : منها من يرى النهل من معين الغرب في كل شيء، وتيار ثان يرى رد كل ما يَرِدُ من الغرب فلا مجال للأخذ منه، وهناك تيار ثالث اصطلح على تسمية نفسه بتيار “التثاقف الناقد” وكانت للكاتب وقفة مع هذا الأخير حيث علق عليه بأنه: (وإن كان يدعو إلى الحفاظ على الذات، والانطلاق منها مع التفاعل الإيجابي مع الآخر، إلا أن أسسه المرجعية غير واضحة، أو قل إنها لا تنطلق من مرجعية الوحي وأصوله، بل تجعل من الممارسة التاريخية في تاريخ الأمة الإسلامية منطلقا لها في بناء الذات)، وهذا ما انتقده المؤلف واعتبره من وجهة نظره غير سليم، وعلل ذلك بما خلفه اتجاه هذا التيار من تفرقة وتجزئة في الأمة، في الوقت الذي كان يقول في شعاراته أنه ينشد الوحدة، أضف إلى ذلك ما خلفه تصور هذا التيار “تيار التثاقف الناقد” من إشكالات منها: ظهور تقابلات لثنائيات من قبيل الأصالة/ المعاصرة، النقل والعقل، وكإجابة عملية على الإشكالات السالفة الذكر، يطرح الكاتب تصورا بحيث يرى ضرورة الرجوع إلى الأصل الذي هو الوحي، والذي يحمل عناصر قوته في نفسه، حيث نجد فيه القدرة على الانفتاح الإيجابي على الآخر، كما تطرق الكاتب لقضية المقاربة التفاعلية للثقافة، ويقصد بها” كون الثقافة كيانا حيا متفاعلا” [7]. وفي المبحث الثاني: “الثقافة والعولمة وجدل المحلي والكوني، فقد عرض المؤلف لبعض العناصر الرئيسة في هذا الباب، حيث تناول بعض مخاطر العولمة واعتبرها “ثقافة” ضد الثقافة.. ولا منطق المتناقضات، وفي هذا السياق يذكر الكاتب من جديد، بكون العولمة تقوم على أساس أن الغرب هو المركز وغيره هو الهامش، ونبه على خطورة هذا الطرح على الغرب نفسه، بحيث إن إضعاف الآخر/الهامش إضعاف له. ثم أبرز بعض مظاهر التناقض عند الغرب، لأنه يجمع بين كونه خصما وحكما في الوقت نفسه في علاقة مع الهوامش. ثم إنه نموذج ” للتحضر والتمدن … وكونه نموذجا للتسلط والهيمنة…”[8] وبعد هذا يؤكد الكاتب على أهمية بناء الذات ويسوق من جديد تصور تيار “التثاقف الناقد” مع الملاحظات التي أبديت عليه، من أنه استبعد مرجعية الوحي الأصيلة، أو قل جعلها ثانوية في تصوره الفكري، كما قدم المؤلف وجهات نظر ودعوات إلى “امتلاك سياسة ثقافية”[9] تمكن من تحصين الأمة من كل التأثيرات السلبية للعولمة. وفي الفصل الثاني، الذي حمل عنوان: “مفهوم الإصلاح وتجديد المنهج والرؤية لتجديد العلم والتدين”، أشار الكاتب في المبحث الأول والذي وسمه ب: مفهوم الإصلاح في اللغة والشرع، والاصطلاح (أو التداول التاريخي)، إلى مشكلتين منهجيتين تتعلقان بالمفاهيم والمصطلحات في الثقافة الإسلامية، المشكلة الأولى تتعلق بالتركيز على المعنى الاصطلاحي في تعريف الألفاظ، الشيء الذي نتج عنه إفراغها من الطابع الشرعي الأصيل، والبناء على الاصطلاحات المذهبية المدرسية، ومنه تغيير وجهة المصطلح الإسلامي، وفي هذا يقترح الكاتب خوض معركة تحرير “جبهة الذات”، أما المشكلة الثانية فترتبط بالمصطلحات الدخيلة، الوافدة من الغرب بدلالتها وحمولتها المعرفية، وفي هذا الصدد يؤكد على أهمية خوض معركة تحرير مفهومي على “جبهة الآخر”[10]، وفي المبحث نفسه، توقف الكاتب عند أهم الدلالات اللغوية والاصطلاحية للفظ الإصلاح، وكذا دلالاته في القرآن الكريم والسنة، من خلال الوقوف على جملة من النصوص الشرعية المؤكدة لتلك الدلالات، كما تطرق إلى التطور الذي عرفه هذا اللفظ في التداول التاريخي، معتبرا ما قدمته الأمة أفرادا وحركات قديما؛ كالإمام الشافعي والإمام القرافي والإمام ابن حزم ….وحديثا ك “السلفية الإصلاحية الحديثة” كل هؤلاء اعتبروا بحسب الكاتب أقرب إلى الإصلاح بمفهومه القرآني-، غير أن حالة عدم التطور التي عرفها التاريخ بعد ذلك، أدت إلى انسياق نخب كثيرة مع الألفاظ الوافدة الغربية، اعتقادا منهم أن المصطلحات التراثية استنفدت أغراضها، ولم تعد مجدية في زمنهم ذاك، دون بذل جهد في استيعاب حقيقتها وفاعليتها. ويختم حديثه عن لفظ الإصلاح بإعلان موقفه، الذي يرى فيه أن الإصلاح يجمع بين الانطلاق من الذات، والاستفادة من خبرات الآخر الإيجابية. أما المبحث الثاني: من أجل منهاج قرآني تجديدي في الفكر والعلوم.. (رؤية منهجية). فقد ألمح الكاتب إلى أن لكل علم غاياته ومقاصده، ومن ذلك العلوم الإسلامية، وذكر مجمل غاياتها ومقاصدها.[11] واعتبر أن هذه العلوم حققت هذه الغايات في بداية صدر الإسلام، بحيث كانت هذه الأخيرة موجهة للفعل والواقع الإنساني، لكن بعد هذه المرحلة عرفت تلك العلوم تراجعا على مستوى تحقيقها لأهدافها، ويدعو الكاتب في الأخير إلى ضرورة تجديد العلوم بما يجعلها تحقق أهدافها التي بنيت عليها؟ ولأجل توضيح مطلبه التجديدي لهذه العلوم ناقش المؤلف جملة قضايا في هذا الصدد ومن ذلك: ـ الإشكال التاريخي: وفيه وقف على العوامل التي أسهمت في ضعف تطور العلوم، ودعا إلى ضرورة بذل الجهد من أجل استعادة الوحي قرآنا وسنة الموقع الطبيعي له، وهو توجيه العلوم والهيمنة عليها. ـ الحاجة إلى استئناف تجديدي شامل: يحيي تكاليف الأمة الجماعية، وفيه يدعو الكاتب إلى “إعادة بناء هذه العلوم وإحياء وظائفها… بالشكل الذي يبرز تكاليفها وأحكامها الجماعية كما برزت الفردية” [12] ـ في تحديات الجبهة الخارجية: ويقتصر فيها المؤلف على قضيتين أساسيتين هما: الغزو الاستعماري الغربي من قبل الغرب الاستعلائي، وعمله على تحويل الإنسان من موقعه كمركز مؤسس للحضارة، إلى كونه دائرا في فلك مادي، وما نتج عن ذلك من مشكلات الإنسان مثل الشذوذ والتطرف والإلحاد…، صار الغرب عاجزا عن إيجاد حلول لها، وفي هذا السياق يؤكد المؤلف على دور الفكر الإسلامي في تقديم الحلول المناسبة لتلك المشكلات. والقضية الثانية ترتبط بالزحف الكبير لمصطلحات ومفاهيم ذات أصل وحمولة غربية، تلقاها الفكر العربي والإسلامي تلقيات مختلفة توزعت بين التبني الكامل، أو الرفض الكلي، أو التلفيق. وكل هذه الصور لم تسعف في تحصين فكر الأمة، مما يتطلب من الفكر الإسلامي القيام بجهود كبيرة في الاشتغال على المفاهيم انطلاقا من الذات لبناء الذات دونما رفض لكل فائدة إيجابية تهب علينا من الغرب وغيره. ـ قضايا معاصرة أمام الفكر الإسلامي: وفيه يعرض الكاتب جملة من القضايا الإنسانية والاجتماعية، التي ينبغي للفكر الإسلامي التصدي لها وفق منظور تصوري جديد ومنهاج عملي جديد، ومن تلك المشكلات: الفقر، التفكك الأسري… ـ في معالم منهاج قرآني بنائي تجديدي في الفكر والعلوم: ومن خلاله بسط المؤلف تصوره لمعالم المنهاج القرآني.[13]. وفي المبحث الثالث والموسوم ب “مداخل علمية وإرشادية.. في الإصلاح الديني والتغيير الثقافي”. 1ـ مداخل علمية للإصلاح الديني: توقف المؤلف بداية عند إشكالية الإصلاح الديني ومقاربته لها من خلال البحث في المرجعية أو الأسس الفكرية لعملية الإصلاح، وكذا ضرورة ضبط مفهوم الإصلاح نفسه، وعموما فهو يدعو إلى ضبط الرؤية والمنهاج في عملية الإصلاح، ومن المداخل العلمية التي يقترحها الكاتب لضبط الرؤية ما يلي: ـ الوعي والإلمام بمرحلة التأسيس الأولى، وحركة النص اتجاه العقل والواقع، والمعرفة والفقه اللذين سادا. ـ الوعي والإلمام بمرحلة الانحطاط أسبابا ومظاهر ونتائجا، وخاصة التحولات الكبرى التي طرأت على مستوى بنية التعامل مع النص، وعلاقته بالعقل ومع الواقع. وفي هذا السياق يقترح الكاتب جملة من الأمور المساعدة على حسن التعامل مع هذا العنصر من عناصر المدخل العلمي، ومن ذلك: ـ التمييز بين الأصول المؤسسة للمعرفة وتلك التي أسستها المعرفة، بمعنى ضرورة الانتباه إلى جعل القرآن والسنة مصدرين كبيرين للمعرفة، بدل الانحراف إلى غيرهما من الأصول التي أسستها المعرفة البشرية النسبية وجعلتها حاكمة على الأصلين الكبيرين، ثم بعدها قدم بعض محددات هذا المنهاج المقترح ومنها: التوحيد، والوسطية، والعالمية، والإنسانية. ـ فهم الأزمة والانحطاط في سياقه التاريخي، ومن بين ما طرحه المؤلف قضية الموقف من التراث بين دعاة تجاوزه، ودعاة التمسك به في صورة من الاغتراب من كلا الطرفين، ويرى في ذلك ضرورة اعتبار التراث والنظر فيه من أجل الاستفادة من ثروته المفيدة، والعمل على التجاوز الممكن للعثرات الحاصلة. ـ تكامل الإصلاح ومجالاته: وعبر عن ذلك بقوله: “أن إصلاح الدين لا يمكن بمعزل عن إصلاح الدنيا” [14] 2ـ المكون الديني والتغيير الثقافي… آفاق جديدة في ترشيد الاسترجاع الديني، وفيه يؤكد المؤلف على مركزية الثقافة في كل فعل إصلاحي تغييري منشود، وعلى كون (الاعتقاد/ الإيمان) عمدة الثقافة، وفي هذا الصدد وقف عند مجموعة من العناصر الفرعية ذات الصلة بالمكون الديني والثقافي في التغيير ومنها ما يلي: ـ المدخل الديني ومشاريع التغيير والإصلاح، وفيه يؤكد على المرجعية الدينية في الإصلاح، ويفصل في علاقة الاتصال السيء بالدين، كالتي عاشها الغرب، وعلاقة الانفصال عن الدين عند المسلمين، وفي تعليقه على التجربتين يقول: “نحن إذن أمام تجربتين: إحداهما كانت” اتصالا” سيئا استوجب “انفصالا”، والأخرى كانت “انفصالا” سيئا استوجب “اتصالا”[15]، كما قدم المؤلف إضاءات وأجوبة لمن يسوون بين التجربتين تاريخيا. ـ وفي عنوان آخر: “الغائب الأكبر في معادلة الاسترجاع الديني” رصد الكاتب مختلف أوجه العلاقة مع الدين من قبل الإنسان، ولكن الغائب الأكبر في ذلك كله هو “البعد المعرفي الفلسفي للدين الباني”[16] ولتجاوز هذا الغائب يرى أننا في حاجة ماسة اليوم “إلى بناء نظريات في المعرفة والعلوم تضفي عليها الأبعاد الغائبة عنها” [17]. ـ في ترشيد العودة الدينية ونزعات التطور والتحديث: ويندرج ضمنه حديث عن التدين، حيث يرى الكاتب أن الثقافة تكون قبل السياسة” وإذا تعاطى المتدين السياسة قبل الثقافة قد تحل من الكوارث ما لا يحمد عقباها.” [18] والحديث هاهنا عن التدين عموما عند المسلم وغيره، والمقصود بالسياسة معناها العام التصوري التنظيري والخاص التدبيري، وفي هذا الصدد يقترح المؤلف جملة من العناصر، هي عبارة عن أوراش عمل، ونظر في الترشيد ومن ذلك ما يلي: ـ ضرورة التعامل مع الوحي (قرآنا كريما، وبيانه السنة النبوية) باعتبارهما حاضنين لأصول نظريات كبرى في الوجود والنفس والعلوم والمجتمع والمعرفة. ـ ضرورة التعامل في إنتاج الأفكار والمعارف وتأطير العلوم، مع مصادر المعرفة في تكاملها وليس في تقابلها. ـ اعتماد النظر التكاملي المنفتح في مشاريع الإصلاح والنهوض، تجنبا للمقاربات الجزئية. الإيمان بأن حركة النهوض والتطور والإصلاح والتحديث.. جهد ذاتي أولا في بناء النموذج الخاص المستجيب للمشكلات والتطلعات الذاتية. وفي الفصل الثالث الموسوم ب: استئناف التجديد والبناء في العلوم.. دفعا لآفات الانفصال والتحيز، وربطا بواقع تطلعات الأمة. وقف المؤلف عند مجموعة من القضايا ذات الارتباط بالعلوم، حيث تناول المؤلف في المبحث الأول: في الحاجة إلى استئناف التجديد في العلوم الإسلامية، فتوقف عند مفهوم التجديد في المعاجم اللغوية والاصطلاحية، وكذا الاستعمال الشرعي في القرآن الكريم والسنة النبوية، ومما يستنتج من ذلك كله أن التجديد مصطلح شرعي أصيل، له دلالته الشرعية الخاصة به، ثم إن التجديد يمتاز بالشمولية تميز الشريعة نفسها بالشمولية، وأنه عمل استئنافي كما دلت على ذلك بعض الأحاديث منها حديث التجديد المعروف. ثم أشار إلى “بعض مشكلات العلوم الإسلامية مادة ومنهاجا، والحاجة إلى استئناف النظر التجديدي فيها”[19]، فإذا كان فعل التجديد عملا ونظرا استئنافيا، فإنه ـ بحسب المؤلف ـ مما ينبغي أن يشمله التجديد العلوم الإسلامية، لما طرأ عليها من مشكلات تستدعي الاشتغال عليها دفعا لها. ومن المجالات والموضوعات التي يرى المؤلف ضرورة الانكباب عليها ما يلي: ـ الثقافة خلاصة وجماع العلوم والمعارف، وفي هذا الصدد ينتقد المؤلف القائلين بعدم الفائدة من الثقافة في بناء العلوم والمعارف، معتبرين إياها ترفا فكريا لا يغني ولا يسمن في علاقته بالعلوم، وبذلك يكون المؤلف ممن يرى مركزية الثقافة ومنطلقها لبناء العلوم والمعارف. ـ الوحي والعلوم، بين الشاهد والشواهد، وخلاصة هذا العنوان التأكيد على حقيقة مفادها، أن الوحي كان وما يزال أصلا ومنطلقا، وشاهدا على العلوم والمعارف الأخرى، فهو مصدرها، وكل اتجاه نحو قلب هذه الحقيقة من خلال اعتبار الوحي شواهد على حقائق يقررها العقل، بحيث يصير هو الأصل والمنطلق والوحي تابع لها في ذلك، فهذا مما لا يقول به الكاتب. ـ مصادر المعرفة وبناء العلوم: وفيه يؤكد المؤلف على ضرورة الترابط والتكامل بين مصادر المعرفة التي هي النص والعقل والواقع، وكل تغليب لأحدهما على الآخر أو إهمال لبعضها مؤد لا محالة إلى انفراط في بناء العلوم بناء سليما متكاملا، ويستشهد في ذلك بما كان عليه الحال من تلازم الوحي والعلم والعمل في العهد النبوي وجيل الصحابة رضوان الله عليهم[20]. ـ آثار فكرية وتربوية سلبية ناتجة عن تصنيف العلوم والتقابل الثنائي بين المفاهيم، ويقصد بالثنائيات في هذا الصدد، تلك التي يصنعها الإنسان ويقيم بينها تقابلا وهميا لم يقم عليه دليل صحيح ولا نص عليه شرع، ويؤكد على أن المقصود في قضية التصنيف للعلوم ليس هو “نقد التصنيف بإطلاق، وإنما التأكيد على انفراط الناظم المنهجي الذي يربط دوائر العلوم كلها بالوحي الملهم والمسدد“[21]. ـ العلوم وآفة الجمود والتقليد: وضمن هذا المحور يرى الكاتب أن هذه علة من العلل الفكرية الطارئة على الأمة، لأن فيها سلبيات كثيرة؛ منها تعطيل العقل عن أداء أدواره المنوطة به من تفكر ونظر، وغير ذلك من الوظائف، الأمر الذي ينتج عنه توقف مواكبة حركة الفقه الشرعي للواقع المتغير، ولفهم قضية التقليد يضرب مثلا على ذلك بما يحصل “في عصرنا الآن حيث ما زالت تدرس بيوع ومعاملات مالية وقضايا أسرية واجتماعية وسلمية وحربية وغيرها، بمقررات فقه سابق”[22]. ـ العلوم وآفة الصورية والتجريد[23] وفي هذا الصدد توقف الكاتب عند بعض الانحرافات التي طرأت على علمي الكلام وعلم أصول الفقه بحيث صارا إلى جمود، وعدم قدرة على مواكبة الواقع في مراحل زمنية محددة، خلال القرون الثالث والرابع والخامس، بسبب “توغل الفكر الفلسفي اليوناني والأقيسة المنطقية والفكر الصوري المسيحي،”[24] فهذا التوغل حسب الكاتب “قد لعب دورا كبيرا في نقل هذا العلم، بعيدا عن واقع قضايا الأمة إلى التجريد والصورية”[25] ولم يغفل المؤلف الحديث عن أهمية العلمين المذكورين قبل، فقد وقف عند مسار علم الكلام وعلم أصول الدين، والدور الهام الذي لعباه في الدفاع عن العقيدة الإسلامية في مواجهة تيارات يونانية ومسيحية وغيرها. وأشار إلى وظيفة علم أصول الفقه بما هو علم يروم ضبط التفاعل بين الفقه وواقع الأمة.. العلوم وأفة التكرار والاجترار: وهنا يبرز الكاتب ما حصل من ركون البحث في العلوم الإسلامية إلى إنتاجات السابقين في مجالات علمية، منها الفقه وأصوله، وعلوم القرآن والحديث، بحيث صارت بعض المباحث لا تعدو أن تكون تكرارا واجترارا لما قدمه السابقون أمثال الإمام الشافعي في “الرسالة”، وإذا كان عمل السابقين عملا إبداعيا متميزا قد أسهم في تجديد العلوم أو بنائها، فإن الحاجة ماسة إلى النظر التجديدي الاستئنافي، بما يجعل تلك العلوم قادرة على المواكبة للعصر الذي تنتمي إليه، فهي “دعوى ودعوة مبنيتان على اعتراف واستئناف” [26]. المبحث الثاني: من مظاهر التحيز في العلوم الإسلامية وتأثيرها على ثقافة الأمة وعطائها الكوني، يقدم المؤلف في هذا المبحث أصولا مؤسسة للتواصل ونافية للتحيز، وهي التوحيد، والعدل، والحرية، مع تفصيل في دلالاتها ومعانيها بالشكل الذي يبرز انفتاح وتواصل هذه الأصول على غيرها من الثقافات، يقول الكاتب عن هذه الأصول أنها” أصول مؤسسة للثقافة والتواصل والعطاء الكوني..”[27]. ثم يستعرض نماذج من العلوم، وكيف كانت مقولات أصحابها تؤسس للتحيز لا التواصل، ويذكر من ذلك مثلا ما قاله الشريف الجرجاني في مقدمة شرحه لكتاب (المواقف) للإيجي حول أصول الدين، وكيف كانت نظرته للعلم المذكور آنفا، وكذلك الحال مع علوم أخرى كعلوم الحديث والقرآن، كيف رفعها بعضهم إلى درجة يفهم منها، أنهم جعلوها أصولا بدل الأصل المؤسس الذي هو الوحي، فهذه الأشكال من التحيز عطلت فاعلية هذه العلوم، في ما ينبغي أن تكون عليه من العطاء الكوني، المسهم في حل مشكلات الإنسان، أمام فشل منظومات الآخر/ الغرب الذي كان وراء كثير من تلك المشكلات. ويبحر بنا المؤلف في المبحث الثالث” فقه الواقع سياق تاريخي ومقامي للنص، بحث في معادلة (فقه الواقع) ل (فقه النص) في تنزيل وتكييف الأحكام. وفي العنصر الأول من هذا المبحث، يتوقف المؤلف عند “فقه الواقع، أصل شرعي وممارسة تاريخية”، ويعرض فيه أدلة من القرآن والسنة النبوية وعمل الصحابة الخلفاء الراشدين، كلها تؤكد على اعتبار فقه الواقع في فهم وتنزيل النصوص الشرعية. كما توقف المؤلف في عنصر ثان عند دور فقه الواقع في فقه التنزيل وتكييف الأحكام، وهنا قدم مجموعة من النصوص لأعلام من الأصوليين خاصة، ومنهم الإمام الشاطبي وكيف أبرز هذا الفقه في كتاباته الأصولية، كل ذلك لتقرير مكانة ودور فقه الواقع في تنزيل الأحكام وتكييفها، ولما كانت لفقه الواقع تلك المكانة، فقد نبه الكاتب على أن المقصود منه ليس جعله أعلى درجة من النص الشرعي، كما الحال عند اتجاه “الواقعية” الذي يروم اعتبار الواقع الأصل الحاكم على النص، وإنما التأكيد على ضرورة إعمال فقه الواقع بشكل متوازن مع فقه النص. هذا وقد أشار الكاتب إلى أنه إذا كان فقه الدين ينبني على العلاقة التفاعلية بين النص الشرعي والعقل فقط، فإن فقه التدين يحتاج إضافة للعنصرين السابقين، إلى اعتبار الواقع، ومن هنا ينطلق الكاتب إلى قضية أساسية تحدث عنها غيره من الكتاب، ومنهم عبد المجيد النجار، يتعلق الأمر بالحاجة إلى فقه التنزيل ومعرفة قواعده، ومعه طبعا فقه الفهم كذلك، وفي هذا الصدد يقدم الكاتب جملة من الأسس العامة لمنهج التطبيق، ومن بينها: التجزئة والإفراد، تحقيق المناط، تحقيق المآل.. وغيرها من الأسس الأخرى، التي وقف عندها شرحا وبيانا. [28] ويختم الكاتب هذا الفصل بمبحث رابع وسمه ب: “الخلفيات الفكرية الموجهة للقراءات الحداثية للقرآن الكريم، ونقد أطروحة التسوية بين الكتب المقدسة”[29]، وفيه يشير الكاتب إلى ما حصل من حسن استفادة الغرب من الإسلام وتحقيق التطور من خلاله، في مقابل الضعف والانحطاط جراء ابتعادهم عن النهل من معينه وهديه. ثم تناول الخلفيات الموجهة للقراءات الحداثية للقرآن وذكر منها: “التجربة التاريخية للنص اليهودي والمسيحي وحركة النقد العنيفة التي أطاحت بقدسيته”، وكذا “الرؤية التشكيكية التي شكلتها المدارس الاستشراقية”، مفصلا في هاتين الخلفيتين بشواهد من كتابات باحثين، مع النقد لها. وفي هذا الصدد يختم المؤلف هذا المبحث بالحديث عن واقع الأمة وضرورة الإصلاح والتغيير: ويؤكد في ذلك على أن الأمة الإسلامية عرفت شموخها ومجدها مع الجمع بين قراءة الكون المسطور وقراءة الكون المنظور، وما حصل لها من التخلف والضعف والانحطاط إنما بتنكبها طريق العلم والدين والجمع بينهما بالشكل الصحيح، ولذلك يدعو الكاتب إلى حركة عودة قوية إلى الإيمان والعلم معا. وفي خاتمة الكتاب يشير المؤلف إلى فكرة أساسية، مفادها أن الطريق الأصوب إلى معالجة التحديات والإشكالات المطروحة في الكتاب، إنما هو مواصلة جهود إنتاج العلم والفكر والمعرفة، فكل ذلك من شأنه التغلب على قهر المعوقات ومدافعة كل الصعوبات. مميزات الكتاب للكتاب مميزات عديدة نذكر من أهمها ما يلي: ـ العدل مبدأ من المبادئ، وقيمة من القيم الإسلامية الأصيلة، والقارئ للكتاب يجده تحقق بهذه القيمة، حيث إن الكاتب وهو يتحدث عن العولمة، بذل جهدا في إبراز جوانبها السلبية والإيجابية على حد سواء، فلم يكن الاختلاف معها ليمنعه من أن يعدل في عرض وتحليل طبيعتها وقضاياها.. الشيء الذي قد لا يوجد في بعض الكتابات، التي قد تختلف مع العولمة فتعمد إلى ذكر مثالبها، غاضة الطرف عما فيها من المزايا الحسنة. ـ يبدو من خلال الكتاب، أن الكاتب يعلن بوضوح مرجعيته، التي ينطلق منها في تحليله لقضايا الكتاب وموقفه منها موافقة أو مخالفة، ويمكن القول بأن أسسه المرجعية، تنطلق من مرجعية الوحي بأفق منفتح ورحب، في العلاقة مع الآخر ذي المرجعية المختلفة عن مرجعية الكاتب، وأعني هنا مثلا تيار “التثاقف” الناقد الذي لم يفصح بوضوح عن أسسه ومنطلقاته المرجعية في سياق بناء الذات. يحافظ الكتاب على قواعد علمية أصيلة، تجد أصلها في نصوص الوحي، وتظهر من خلاله تقديم الرأي الآخر، وعرضه عرضا مفصلا، باستحضار نصوص فكرية منسوبة لأصحابها، وبعد ذلك إبداء رأيه حوله موافقة أو مخالفة، ومعلوم أن هذا المنهج منهج قرآني أصيل. من خواص الكاتب حفاظه على المقاربة العلمية والمعرفية طيلة صفحات الكتاب، بحيث يلاحظ حرصه على هذا البعد، وإن اقتضى السياق أحيانا الخروج عنه، فإنه لا يسترسل فيه كثيرا ليعاود مواصلة السير وفق المقاربة السالفة الذكر. كما أن الناظر في متن الكتاب يجد أغلب مادته من بنات أفكار الكاتب، فشخصيته حاضرة بقوة في الكتاب، وما تضمنه المتن من مواد أخرى مستقاة من مصادر ومراجع أخرى، فإنه لا يكاد يوظفها إلا ويقوم بالتعليق والتحليل والنقد، والمقارنة لما جاء فيها من المضامين، الشيء الذي يقوي من جديد حضور الكاتب في الكتاب. قدرة الكاتب على اختصار وتلخيص كثير من القضايا والمواضيع، والمفردات الموجودة في كتب أخرى بطريقة جيدة وواضحة، يستطيع الباحث التعرف عليها بشكل مختصر ومفيد. ـ يتسم الكتاب بلغة سلسة يستطيع أغلب القراء فهمها واستيعابها، خاصة إذا كان القارئ ملما بالعلوم الشرعية، متعرفا على مباحثها. ـ يفتح الكتاب آفاقا للبحث بما يثيره من قضايا وإشكالات، سواء تلك التي قاربها المؤلف وقدم فيها وجهة نظره، أو غيرها مما نبه عليها وبقيت ورشا مفتوحا أمام الباحثين والمهتمين. ـ يعد التقويم في الدراسات الجامعية أحد عناصر العملية التربوية، والكتاب الذي بين أيدينا وثيقة ـ كغيره من الكتب الأخرى لباحثين وأكاديميين جامعين ـ مهمة، يمكن اعتماد نصوصه في تقويم معارف ومهارات الطلاب في مختلف العلوم الإسلامية. ومن خلال الاطلاع على الكتاب وتعداد مزاياه، جدير بالذكر أنه ما من عمل بشري إلا ويعتريه ما يعتريه من النقص، والمتأمل في الكتاب يقف على بعض الملاحظات، ومن ذلك: ـ يستطيع القارئ إيجاد خيط ناظم بين الفصلين الثاني والثالث، وهو الحديث عن العلوم الإسلامية رصدا لإشكالاتها وتقديما للرؤية المساعدة على تجاوز تلك الإشكالات، لكن عند النظر إلى فحوى الفصل الأول والفصلين الآخرين يمكن القول بأن وجه العلاقة بين ما جاء في الفصل الأول من جهة، والفصلين الثاني والثالث من جهة ثانية، غير واضح، اللهم إلا ما قد يبدو من كون نظرة الكاتب إلى العلوم الإسلامية وإشكالاتها وطرق تجاوزها، مرتبطة بتحديات العولمة التي تطرحها وتفرض فيما تفرض، تجديد النظر لهذه العلوم لتكون في مستوى تلك التحديات، تحصينا وتقوية لمناعة الأمة في مواجهتها لسلبيات العولمة، ومنه أرى أن الفصل الأول قد يكون عنوان كتاب مستقل عن الفصلين الآخرين اللذين يمكن جمعهما في كتاب واحد. خاتمة من الخلاصات والنتائج التي يمكن استخلاصها من خلال قراءة هذا الكتاب ما يلي: يلاحظ جهد علمي دقيق في تبين وبيان إشكالات العولمة، والتحديات التي تطرحها على العقل المسلم، مما يفرض عليه مواصلة المجهودات العلمية من أجل حسن استثمار إيجابياتها من جهة، وإكساب الإنسان المسلم مناعة ضد كل أشكال الهيمنة التي ترومها هذه الأخيرة من جهة أخرى. يقدم الكتاب معالم بطاقة هوية لبعض المفاهيم والمصطلحات الأساسية في فهم كيفيات تجاوز مشكلات العلوم الإسلامية، يتعلق الأمر بكل من مفهوم الإصلاح والتجديد، إذ يظهر أن الكاتب استطاع تبين وبيان هذه المفاهيم، انطلاقا من مرجعية الوحي، بما يسهم في نجاح كل محاولة لتجديد تلك العلوم. وبنظر فاحص في الكتاب، يستطيع القارئ القول بأنه يعيد للعقل المسلم البوصلة الصحيحة، من خلال مجموعة من المؤشرات منها التأكيد على حاكمية مرجعية الوحي على كل جهد إصلاحي تجديدي، سواء تعلق الأمر بمشاريع الإصلاح والتجديد في العالم العربي والإسلامي، أم تعلق بتجديد العلوم الإسلامية في علاقتها بالوحي. وكذا خلخلة ما قد أصبح عند البعض مسلما لا يقبل النقد، ومن ذلك اعتبار العلوم الإسلامية التي أنتجها العقل المسلم أشبه بالمقدس الذي لا يستقيم نقده، والصواب أنها جهد بشري يدور بين الخطأ والصواب. ويفتح الكتاب آفاقا بحثية أمام الباحثين من أجل النظر وتعميق البحث، لاستكمال مسار إعادة قراءة التراث انطلاقا من مرجعية الوحي. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ [1] ـ “أبجديات البحث في العلوم الشرعية (محاولة في التأصيل المنهجي) ضوابط ـ مناهج ـ تقنيات ـ آفاق” ، الدكتور فريد الانصاري ،دار الكلمة للنشر والتوزيع ـ مصر ـ المنصورة، الطبعة الأولى 1423ه / 2002م، ص 75 [2] ـ نفسه، ص 95 [3] ـ نفسه، ص 66 [4] ـ الثقافة والعولمة وقضايا إصلاح الفكر والتجديد في العلوم الإسلامية، الدكتور سعيد شبار، دار الإنماء الثقافي ـ الرباط، ص 3 وما بعدها [5] ـ نفسه، ص 7 وما بعدها [6] ـ نفسه، ص 13 [7] ـ نفسه، ص35 [8] ـ نفسه، ص 54 [9] ـ نفسه، ص 56 [10] ـ نفسه، ص 60ـ 61ـ 62. [11] ـ نفسه، ص 72. [12] ـ نفسه، ص 78 [13] ـ نفسه، ص 82 وما بعدها، وقد عد الكاتب من معالم المنهاج القرآني الجديد، الانطلاق من مصادر المعرفة في تكاملها (الوحي والعقل والواقع). [14] ـ نفسه، 96 [15] ـ نفسه، ص 103 [16] ـ نفسه، ص 106 [17] ـ نفسه، ص 107 [18] ـ نفسه، ص 109 [19] ـ نفسه، ص 122 [20] ـ نفسه، ص 127ـ 128 [21] ـ نفسه، ص 133 [22] ـ نفسه، ص 133 [23] ـ للتفصيل أكثر في هذه المسألة، ينظر الصفحات 137ـ 138ـ 139، من كتاب ” الثقافة والعولمة….” [24] ـ نفسه، ص 137 [25] ـ نفسه، ص 137 [26] ـ نفسه، ص 140 [27] ـ نفسه، ص 152 [28] ـ نفسه، ص 180 وما بعدها. [29] ـ نفسه، ص 184
Hey I know this is off topic but I was wondering if you knew of any
widgets I could add to my blog that automatically tweet my newest twitter
updates. I’ve been looking for a plug-in like this for
quite some time and was hoping maybe you would have some experience with something like this.
Please let me know if you run into anything. I truly enjoy reading your blog and I look forward to your new updates.
Hey I know this is off topic but I was wondering if you knew of any
widgets I could add to my blog that automatically tweet my newest twitter
updates. I’ve been looking for a plug-in like this for
quite some time and was hoping maybe you would have some experience with something like this.
Please let me know if you run into anything. I truly enjoy reading your blog and I look forward to your new updates.