د. إدريس التركاوي
فإلى هنا استقرت ركائبه رحمه الله باتخاذه المقاصد التربوية العلم الكلي الأعلى للإصلاح. فقد نظر إلى النفس البشرية وما يعتلج فيها من خلجات واضطرابات، وما يعتريها من مقامات وأحوال. ونظر في مناهج العلوم المتباينة بمقاصدها الكلية منبجسة من علم أصول الفقه، ثم راح يوجه النوعين معا لشبكة مقاصد القرآن بنوعيها المتساوقين؛ مقاصد التكليف (التشريع والتعبد) ومقاصد التكوين (الإعجاز والخلق)، ثم ركب منهما منظومة من الكليات التربوية المتجانسة. ثم طفق يختبر بمسبارها كل فكرة إنسانية أو معرفة شرعية، فما كان على وزانها فمقبول محمود، وما لم يكن كذلك فمطرود منبوذ.