قضايا للمدارسة
تقديم
نسعى من وراء إحداث هذا الباب “قضايا للمدارسة”، إلى تأكيد أهمية الحوار العلمي في تبين الحقائق وتحديد المسؤوليات، وتقويم الآراء والأفكار، وإتاحة نقدها وتمحيصها، وتطوير المعارف والعلوم، وتصحيح الاتجاهات، وترشيد المواقف وتسديد النظر.
كما نروم أيضا، تعزيز قيم التفاكر والتذاكر، والتشاور والتشارك والتناصح، وقيم التعاون العلمي والتكامل المعرفي، والقبول بالحق في الاختلاف، وتحميل كل صاحب رأي أو موقف مسؤوليته الذاتية، التي تتأكد أكثر مع وجود الرأي الآخر وتعدد وجهات النظر المتباينة والمتقاربة.
والتحاور سلوك إنساني مندمج ضمن نظام الله الكلي، القائم على أساس قانون التفاعل الشامل بين الكائنات والأضداد والمتناقضات، في عالم الجمادات والأحياء كما في عالم البشر، وذلك انسجاما مع طبيعة الأمانة الاستخلافية القاضية بتحمل الإنسان مسؤوليات تدبير تفاعلاته التصورية الإيمانية مع الخالق، والعلمية التسخيرية مع الحياة والكون، والتحاورية التشاركية مع غيره من بني جنسه.
ففي هذا الباب، نطرح للمدارسة الرصينة، الملتزمة بآداب الحوار العلمي الهادئ، قضايا إنسانية وإشكاليات معرفية، وندعو المثقفين والباحثين للإدلاء بآرائهم وتعقيباتهم وانتقاداتهم للأفكار المدلى بها في مسار المدارسة وتوجهاتها ونتائجها.