الأستاذ جمال أمين
لكن المسالة السياسية في تراثه لم تنل اهتماما أكاديميا من طرف الباحثين المعاصرين. رغم شرحه الضافي لأفلاطون في جمهوريته. واطلاعه الناقد علي معطيات التيار الفلسفي السياسي العربي (ابن سينا. ابن باجه. ابن طفيل. الفارابي…..). ورغم توليه مناصب سياسية في عصره سواء بقرطبة أو العاصمة مراكش زمن الموحدين. وهو ما يمثل تغييبا لزاوية فكرية مهمة في تراثه. تمتلك بطانتها الفكرية المستمدة من المنظومة الأفلاطونية (كتاب الجمهورية). وتمتلك رصيدها الواقعي في ممارسته السياسية ببلاط ساسة عصره (قاضيا للقضاة. ومستشارا علميا. ومربيا لأمراء الموحدين). وهو ما تنص عليه هذه المخطوطة الرشدية الشارحة لجمهورية أفلاطون بعيون فارابية (كتاب المدينة الفاضلة). والتي نروم التعريف بها في هذا المقال. وما تحفل به من أوجه الاتفاق والاختلاف مع الطرح الأفلاطوني على مستوي أشكال الحكم وطبيعة الحاكم. وغيرها من مفردات الفكر السياسي. كي تكون حافزا للباحثين في إفرادها بدراسات تحليلية مقارنة لها ولغيرها من الكتب التراثية التي تشكل تيارا كبيرا لدي المتكلمين. والفقهاء والفلاسفة وعلماء التاريخ. بمختلف تجنيساته التي وسمته بها الدراسات المعاصرة (الأحكام السلطانية. مرايا الامراء. ادب الراعي والرعية……).